الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي غير الشقيقة لا تتنظف أبدا، وغير متزنة نفسيا، ولا تستمع لأحد، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

لدي أخت من أبي تبلغ من العمر 11 سنة، حالتها صعبة من ناحية العائلة، فوالدي لا دور له؛ لأن سنه كبير، ودائما خارج المنزل ولا يلقي لنا بالا، أما والدتها فهي انطوائية جدا وتخلت عن جميع المسؤوليات حتى النظافة، للأسف بيتها دائما قذر، ولا تربي الأولاد، وألفاظها نابية، لا نعرف كيف نبدل حالها، مع العلم أننا ننصحها ولكن تسمع ولا تطبق.

وأما مشكلة أختي فهي متأخرة في التعليم لرسوبها، لا تتنظف أبدا وشعرها مليء بالقمل، لا تستجيب لنصحنا ولا تقبل الحوار معنا مع توددنا إليها، حيث نعاني من تصرفاتها غير المعقولة، مثل: ضربها المستمر للأطفال، والضحك بهستيريا بشكل مفاجئ، وتحب سماع الأغاني مع أننا ننهاها، وتمردها علينا وعلى أمها، والمشكلة الأكبر قذارتها، فالمدرسة تشتكي، وأنا أعرض عليها تنظيف شعرها لكن ترفض، مع العلم أن الأحوال المادية سيئة للغاية، أرجو إفادتي فأنا طالبة وسني صغير، وتقع على كاهلي مسؤولية هؤلاء الأبناء، ووضعهم شبيه بوضع الأيتام.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونؤكد لك أن الأجر عظيم، والثواب الجزيل عند الله في حال اهتمامك بالأسرة، وبهذه البنت الصغيرة، ومثلك -ما شاء الله- التي تعرض بهذا النضج وبهذه الاستشارة التي تدل على روح الخير، تؤتمن على مثل هذه الأمور، نسأل الله أن يعينك، وأن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونحب أن نؤكد أن هذه السن تحتاج إلى شيء من الحوار والإقناع، وتحتاج إلى الكلام الهادئ معها، وتحتاج إلى الحرص على مساعدتها وإدخال السرور عليها، وأنت أهل لكل ذلك، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ورغم أن والدتها ومن حولها يقصرون، إلا أننا نعتقد أن الملاطفة لها، الاهتمام بها، التوجيه الرفيق لها، تبصيرها بعواقب الأمور، الجلوس معها، محاورتها بهدوء، طلب مساعدة آخرين من الوالد أو غيره، كل هذه الأمور من شأنها -إن شاء الله تعالى- أن تترك عليها بصمات، ونتمنى دائمًا أن تستخدموا معها الحوار اللطيف، وتنتقوا الكلمات، وتُثنوا على ما فيها من إيجابيات وإن كانت قليلة، فإنه لا يوجد إنسان بلا إيجابيات، ولكن عندما نسلط الأضواء على جوانب التميز، فإن الإنسان يستجيب ويندفع معنا ويلبي لنا بعض ما نريد.

فاستعملوا معها الحكمة، واعلموا أنها تمر بمرحلة عمرية تحتاج إلى مزيد من العناية والعطف والشفقة، وإظهار الاهتمام بها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية، ونتمنى ألا تيأسوا من الإصلاح، ولكن عليكم أن تستمروا في المحاولات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً