السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 15 سنة، كنت أمارس العادة السرية، ولكني الآن أحاول أن أتوب عنها، -والحمد لله- استطعت أن أتوب عنها، ولكن لدي مشكلة، وهي أني أمارسها أثناء نومي، فمثلا أمس كنت نائمة واستيقظت وأنا أشعر أني مارستها، ثم عدت إلى النوم مرة أخرى، فهل يقع علي أي ذنب؟ وهل يجب علي الاغتسال؟ وكيف لا أمارسها أثناء نومي؟

أرجو الرد سريعاً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ m m s حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، ونهنئك بتوبتك من هذه العادة القبيحة، وقد أحسنت غاية الإحسان حين قررت الإقلاع عنها والتوبة إلى الله تعالى منها، فإنها مضرة لك في دينك وفي بدنك وفي مستقبلك، ونصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب التي تعينك على نسيانها والإعراض عنها، ومن ذلك أن تشغلي أوقات فراغك بما ينفعك، وأن تجتنبي الخلوة بنفسك بقدر الاستطاعة، ومن ذلك أيضًا أن تحفظي جوارحك عن المثيرات، سواء بالنظر أو بالسمع أو بغير ذلك، وأن تحاولي الإكثار من الصيام والإكثار منه، فإنه يُضيق مجاري الشيطان.

من أعظم ما يعينك على ذلك الرفقة الصالحة، فابحثي عن الفتيات الطيبات الصالحات، واشغلي نفسك ببرامج نافعة وشاركي هنَّ فيها، حاولي أن تجهدي نفسك بأداء الأعمال النافعة حتى إذا جئت إلى فراشك كنت مستعدة للنوم، ونحن على ثقة من أنك إذا أدمنت هذا السلوك فإنك ستقلعين عن هذه العادة القبيحة من غير عودة إليها - بإذن الله تعالى -.

أما ما ذكرت من كونك تفعلينها حال المنام، فاعلمي أن الإنسان حال نومه غير مؤاخذ بما يصدر منه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (رفع القلم عن ثلاثة) ومنهم (وعن النائم حتى يستيقظ) فلا تؤاخذين بما يصدر منك حال نومك، فإذا استيقظت وقد خرج منك المني فالواجب عليك أن تغتسلي سواء تذكرت هذا الاحتلام أو لم تتذكريه، ما دمت قد وجدت المني، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – لما سُئل عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل هل عليها غسل؟ فقال: (نعم إذا رأت الماء) فعلَّق المسألة برؤية الماء، فإذا وجدت المني قد خرج فالواجب عليك أن تغتسلي، وإذا لم يخرج المني لا غسل عليك، فلا تلتفتي إلى شيء من ذلك.

نصيحتنا لك أن تُكثري من ذكر الله تعالى قبل نومك، وأن تأتي بأذكار النوم، وأن تنامي على طهارة، فإن هذا كله مما يعصمك ويحفظك من تلاعب الشيطان بك.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يأخذ بيدك إليه.