السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يفتح عليكم فتوح العارفين، وأن يغفر لنا ولكم، وأن يجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
رسالتي مهمة جداً لي لأني أرى نفسي مشتتة، لا أعلم ماذا يجب علي فعله، وأطلب منكم الإسراع وإنقاذي.
أنا فتاة أبلغ من العمر 15 عاماً، والداي لا يهتمان بشيء أكثر من الأمور المادية، والدراسة وتلك الاهتمامات، وقليل أن تجد من تبث له همومك، كانت هناك داعية تكبرني سناَ -بعمر والدتي-، إنسانة أخلاقها وكلامها جميل، وشخصيتها قوية، وهي معلمة لنا، أغلب الفتيات كانوا يحبونها محبة شديدة.
أما أنا، فقد بدأ الأمر بتعلق غريب لا أدري ما هو، تعلق قلبي بها جداً، لدرجة أني أصبحت إذا نمت بالعصر مثلاً واستيقظت، أبدأ بالبكاء لأني أتذكرها، كنت بعيدة عن الله، لاهية لا أحافظ على صلاتي، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي قذف الله فيه نور الهداية في قلبي، فأصبحت أحافظ على الصلوات، وقيام الليل والقرآن وغيره -والحمد لله-، فقلت في نفسي دام أنها كانت سبب هدايتي، وأنا أحبها فسأخبرها، فقلت لها وأخبرتني أنها هي كذلك، فبدأ الأمر جميلاً، أعينها وتعينني على الطاعة، ويدفع بعضنا بعضا، إذا دعوت الله لا بد أن يكون لها نصيب.
ودائماً يؤثر كلامها في، كنت متهاونة في الحجاب، واقتديت بها فهي لا يخرج من بدنها شعرة عند خروجها -حفظها الله-، وعلمتنا الالتزام بالنوافل والأذكار، وما زلت على تواصل معها، لكن العجيب أنه إذا أرسلت لي رسالة، أو ردت على رسالتي، أقسم بالله ينقبض قلبي انقباضاً شديداً، أكره هذا الانقباض، وأتوتر عند الحديث معها، أخاف أن أغضبها رغم أني لم أفعل قط، أطمئن إليها أكثر من والدي طبعاً، فهما لا يعيرانني انتباها، وكنت أتذكرها دائماً لكني عرفت حرمة ذلك، فلم أعد أفكر فيها بكثرة، خفت أنه ربما ذلك عشق، وربما هي محبة شركية، وما زلت خائفة، علماً بأنه والله ما أعنا بعضنا على منكر أبداً!
وهي لديها الكثير من الأخوات الداعيات والأحبة، أما أنا فأعيش في وسط بيئي اعتاد المعاصي والفجور إلا من رحم ربي منهم، سألت إحدى الأخوات فقالت ربما يكون حسداً أو عيناً، وقالت: اقطعي كل تواصل معها. خفت وانتابني الحزن، لكني مسحت حساب التواصل معها ومسحت رقمها، وأخذت أبكي، وبقي لدي رقمها في جهاز آخر فقلت أستشيركم، ثم أرى ماذا أفعل، لأنني مشتتة، لا أعلم هل أحبها محبة شركية؟ أم أن ذلك العشق؟ أم أنها محبة في الله ولكنها مع تعلق؟
أنقذوني حفظكم الله.