السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لا أعلم ما الذي أعاني منه بالضبط، ولكن كل ما أعرفه أنني أعاني من الاكتئاب الحاد، فقد راجعت دكتورة نفسية، وبعد أن جعلتني أقوم بحل اختبار، وقامت بسؤالي الكثير من الأسئلة، أخبرتني أني أعاني من الاكتئاب بنسبة 26 من 30، قامت بنصحي بأن أخرج الأفكار السلبية من عقلي، وأن أقوم بكتابة كل ما يخطر في ذهني في كراسة خصصتها لمعالجة نفسي، وأن أذهب في كل يوم إلى أي مكان أحبه وأرى العالم الخارجي، لكنني لم أفعل أي شيء مما قالته لي، لأن والدتي لم تهتم لذلك، أصبت بإحباط شديد لأنها فعلاً لا تهتم لأي شيء يحدث لي، عند فرحي أو حزني لا تقف بجانبي على عكس ما تفعل لإخوتي، وعندما أسألها: لماذا؟ تقول: يكفيني أنك مهذبة في كل مكان، وأنك بخير.
هي لا تعي أن هذا العذر لا علاقة له فيما يحدث، هي فقط لا تريد أن تهتم لأمري، ليس كرهاً لكن تعتقد أن هذه الأمور كلها سخافات وليست مهمة، وهناك أمور أهم يجب فعلها بدلاً من أن تحضر لحفلة غنائية على المسرح، أو عملي في مكان معين، أو تشجيعي لعمل مشروعي الخاص، لا أجد الدعم ولا التشجيع فهذا يشعرني أن لا فائدة من وجودي في الحياة، ويجعلني أفكر بفعل كل ما هو خطأ، وبالواقع لم أستطع قول كل شيء لهذه الطبيبة، لا أعلم لماذا، لكنني أشعر بالضعف، وأني لا أستطيع التعبير عن ما في داخلي، وأن الشخص الذي أتحدث معه لن يصدق ما أقوله، وفي كل مرة أتحدث فيها مع شخص عن حزن ما بداخلي، أشعر بأني أريد البكاء بشدة، ولكن أشعر بالخوف من سماع صوت بكائي، أو أن يسمعه أحد.
أخاف أيضاً من أن أرى عمق البحر، علماً أني كنت أحب الجلوس والنظر والتأمل فيه، بالواقع هو ليس خوفاً بمعنى الفوبيا، لكني أشعر بدقات قلبي تزداد عندما أراه، لا أعلم ما هو الشعور بالضبط لكني أشعر أنه خوف، بدأ معي هذا الاكتئاب منذ تقريباً 3 سنوات، وإلى الآن يزداد تدريجياً، لا أحب حياتي وأفكر بالموت، وأنه قريب وليس لدي وقت، والموت أفضل كي أكون بجانب والدي الذي توفى من سنة.
أفكاري متناقضة، لا أستطيع التركيز في دراستي لأنني لا أحب المجال الذي أدرسه، قلقة دائماً ولا أستطيع التركيز، بدأت أعاني من الصداع من فترة قصيرة، يجعلني لا أدري ماذا أقول عندما أتكلم مع الناس، أي أنني أنسى ماذا قلت، أعاني من صعوبة في التذكر، عندما أتذكر الشيء بخيالي يكون غير واضح ومشوش، ولا أستطيع الوصول لما أريد تذكره، لا أحب الخروج من المنزل كثيراً، وأحب الوحدة والهدوء لأني أشعر بخمول وتعب، ولا أنام جيداً.
أشعر أن عقلي يتوقف عن التفكير عندما أكون في مكان مزدحم، والصوت العالي يفقدني تركيزي فيجعلني أغضب وأصبح متقلبة المزاج، فتجدني أتكلم بشكل طبيعي وأمزح لكن عندما يصبح إزعاج في المكان، أو يكون من يتحدث معي يزعجني بتصرفاته، أصبح عصبية، هذا يؤثر كثيراً على علاقتي بالناس والسبب أني انفعالية، وأتحدث بنبرة حادة عندما أنزعج من الشخص، أخاف من مواجهة الآخرين خوفاً على مشاعرهم، هذا يجعلني أنا المخطئة بنظرهم، وبعض الأحيان أحزن كثيراً لحزنهم لدرجة البكاء، مع أنه لا علاقة لي بما يحدث لهم لكن أتأثر كثيراً.
أكلم نفسي دائماً، ومنذ فترة طويلة جداً بدأت برسم شخصيات معينة في ذهني، وبدأت أعيش معهم لحظاتي، هم ليسوا موجودين في الواقع لكني رسمتهم في ذهني وأكلمهم، وأجيب على نفسي كأنهم هم يجيبون على ما أقوله، هو شيء غريب يخيفني أحياناً عندما أفكر أني أصبت بالجنون وأكلم نفسي، لكنه يشعرني بالراحة والسعادة بعض الأحيان.
لا أعلم لماذا أشعر أن هناك أشخاصاً يتعمدون إيذائي، مع أني لا ولم أقم بإيذاء أحد لأني دائماً وحيدة، وإذا حدث وتحدثت مع الناس تكون العلاقة سطحية ورسمية لأني حساسة جداً، وتضايقني أبسط الأمور، لا يوجد لدي ثقه بالنفس، وأقلل من شأن نفسي دائماً، ولا أستطيع أن أقف أمام الأستاذ بالجامعة والتحدث أمام الطلبة، لأني أخاف أن أخطئ ويحرجني الأستاذ، لأني لا أحب هذا الشعور، يؤثر عليّ ويبكيني، ولا يزول بسرعة.
أريد الابتعاد عن أهلي وأصدقائي لأني أشعر أنهم يقتربون مني لمصالحهم، وعندما أشكو من شيء ما بداخلي، خصوصاً مرض أو ضيق لا أحد يهتم، أصبحت أتألم بيني وبين نفسي، هذا الشيء أصبح يؤثر على صحتي، فأصبحت لا آكل بشكل جيد فأصبت بمرض فقر الدم، وآلام في الصدر والقلب، وضيق التنفس ونقص الوزن، في بعض الأحيان أفرح كثيراً عندما أرى نفسي مريضة، فعندما علمت أني مصابة بفقر الدم فرحت، وأخبرت الجميع لكني مثلت لهم دور الحزينة، لا أعلم لماذا يحدث معي ذلك، وهناك أسئلة تجعلني أصل للكفر -أستغفر الله-، وتجعلني أقصر في صلاتي، أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية كما كنت في السابق.
هل عندما أتحدث بعفوية وأكون طبيعية، وفجأة أصبح عصبية لا أعلم ما السبب، يعني أني أعاني من انفصام بالشخصية؟
هل حقاً العقل يموت بسبب الحزن الدائم؟ لأني لا أشعر بالسعادة، وأعاني من الحزن الشديد وبرود المشاعر، هل سيموت عقلي إن لم أعالج نفسي بالأدوية؟ لأن الطبيبة لم تصف لي أي دواء.
هل الاكتئاب مرض نفسي أم لا؟ وهل حقاً أنا أعاني منه؟ في بعض الأحيان لا أحب الاقتراب من بعض الأشخاص، لأني أشعر أن الجراثيم تتراكم عليهم، هل أعاني من وسواس قهري؟
منذ فترة كنت أسمع أصواتا وأشياء غريبة تحدث لي، مثلا سمعت صوت امرأة تبكي، وتصرخ بصوت عال وكأن رجلاً يضربها ويصرخ، وعندما سألت أختي إن كانت سمعت هذا الصوت أجابت بالنفي، وحدث ذلك أكثر من مرة، وفي مرة كنت أحس أن الجن يقتربون مني، لأني مرة كنت نائمة واستيقظت على شيء أخافني كثيراً، وهو أن أحداً كان يلمس رجلي اليمنى ويبتعد، حدث ذلك مرتين أو ثلاثاً، ولا يوجد بالغرفة غيري، وأنا متأكدة من ذلك، وأسمع أصواتاً وحركة مثل سقوط شيء بالغرفة عندما أريد أن أنام، ودائماً عندما أستيقظ من النوم أرى آثار كدمات على رجلي اليمنى واليسرى، أو انهداد بجسمي وكأن أحداً قد ضربني بقوة، هل ما أسمعه أو أحس فيه مجرد خيال من الوسواس؟ أو أن الاكتئاب يجعلني أتوهم الأمور؟
أرجوكم ساعدوني على التخلص من كل هذا.