السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أودّ طرح مشكلتي هنا لما رأيته من اهتمامٍ وسرعة التجاوب، وجميل النصح والإرشاد، أثابكم الله على جميل فعلكم وصنيعكم، ووفقكم وأعانكم .. "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"
ربما ما أودّ طرحه لا يعدّ مشكلة، لكن لا أريد أن أدع شيئًا يشغل عقلي -أحيانًا- بدون حلّ، والله جعل لكلّ داء دواء، وجعل لكلّ شفاء وحل سببا؛ فلعلكم سبب دوائي.
أنا فتاة في المرحلة الجامعية، في سنتي الثالثة، أدرس في تخصص خلق الله فيه الكثير من الطيبين، ومع هذا فلا رفيق لديّ ولا صاحب، أعرف الكثير، وأحبّ الكثير، وهاتفي مليء بالأسماء، إلا أنه لا يحادثني أحد، أبادر دائما بالسلام، والسؤال عن الأحوال، ولا أحد يسأل عني، أو يبادر، يعتقد أهلي بأني البنت الاجتماعية الأكثر شعبية بين صديقاتها، وأنا أمثل العكس .. جلوسي وحيدة كثيرا، وأعلل هذا دائما بأني هادئة، وخجولة بعض الشيء، لكن هذا سبب غير مقنع في تخلي الأصدقاء عني، لا أذكر أني سببت وشاتمت أحدا، ولا اغتبت إحداهن في غيابها، باختصار شديد: لم أقم بفعل شيء ينفّر الناس من حولي.
أعلل هذا أحيانا أيضا أنه ربّما بسبب الاختلاف الطبقي، أو أنه بسبب ركودي التطوعي، بعكسهن- ما شاء الله- أو لحيائي وهدوئي وجرأتهن.
تتزوج إحداهن وأنا آخر من يعلم، يجتمعن في منزل معًا، ولا أدعى إليه، أمرض ولا يسألن عني، تراكمت المواقف علي، وجرح قلبي بما فيه الكفاية.
أعلم أن القبول هبة ومنحة من الله، وأنا أسأله إياها دائما، وأبذل أسبابي.