السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكر الله لكم جهودكم، وإخلاصكم في عملكم، وجزاكم الله خيراً على ما تقدموه لخدمة المسلمين.
أنا سيدة متزوجة، أبلغ من العمر 41 سنة، أميل إلى الجدية والعملية، مرتبة جداً، طموحة، أفتقد إلى المرح والضحك والارتجال.
مشكلتي تتمثل في شخصيتي المتناقضة جداً، فأنا عصبية وانفعالية إلى حد كبير، أغضب لأتفه الأسباب، أثور وأرفع صوتي ولكني لا ألجا إلى العنف ولا أحبه أبدا، وسيلتي الوحيدة هي الكلام في نفس الوقت، شخصيتي حساسة ومرهفة إلى أبعد الحدود، دموعي قريبة جداً، أتأثر من أي موقف يحدث معي أو مع غيري ولو بالصدفة، ينتابني غالباً شعور بعدم الرضي عن أفعالي وأقوالي؛ لدرجة أن ذلك يظهر على شكلي ويؤثر على حياتي، أتضايق من نفسي عندما أجدها في هذا الموقف أحس أنني ضعيفة وسلبية، ويستمر معي هذا الإحساس حسب الحالة من يومان إلى ما شاء الله، وربما حدث أمر آخر مشابه، فأدخل مرة أخرى في نفس الدوامة.
ولقد أصبت بالرهاب الاجتماعي منذ ثلاث سنوات، واعتزلت عن المجتمع، حتى أصبحت أتجنب الحديث مع أقرب الناس إليّ وهو زوجي! بل وأمي أيضاً، أما الأقارب والأصدقاء فرؤيتهم أصبحت عسيرة جداً، وأصبحت أختلق الأعذار كي لا أرى أحدا خوفاً من أن يلاحظ الناس ما يطرأ علي من تغيير عند مقابلتهم، لأني فعلا بمجرد ما توجه إلي إحداهن الحديث أصبح في حالة لا يعلمها إلا الله، أرتجف وتزيد دقات قلبي ويصبح نفسي ضعيفاً ويصفر لوني، هذا يجعل من حولي يلاحظون ذلك ويستغربون، مما جعلني أعتزل الناس والعمل وأجلس في البيت، وأتحسر على نفسي يومياً، خصوصاً عندما أقرا أن هذا المرض لا علاج له.
وما ذكرته لازمني من ثلاث سنوات فقط، ولكن هناك أشياء مشابهه حدثت في حياتي، مثل أنه كان يصعب علي التواجد في الأماكن العامة المنغلقة مثل الحفلات واجتماعات الأهل، وكذلك الأماكن التي حدثت لي فيها مناقشة، أو مخاصمة.
عانيت هذا منذ طفولتي وزاد ت حدته الآن وبقوة، علماً أنني لم أراجع أي دكتور نفساني ولم أتناول أي دواء يخص هذا المرض، ولا أحد يعرف بإصابتي بهذا المرض.
فأرجوك يا دكتور أن تساعدني في التخلص من هذا الوباء الذي أثر على حياتي وبد يؤثر على علاقتي بزوجي وأولادي، لا أخفيك يا دكتور أنني تفاءلت خيراً، عندما قرأت ردودك على المصابين بهذا المرض شفاهم الله، واقتنعت بضرورة أخذ العلاج حتى لو داومت عليه مدة طويلة، بشرط أن لا أدمنه، وأن لا يسبب لي السمنة أو الخمول، فهناك مرضى شفاهم الله يتعاطون علاجات كثيرة طوال حياتهم، فلماذا الخوف من هذه النقطة عند من يعانون هذا المرض؟
أرجو أن تضع في اعتبارك وجود الدواء لدينا في السعودية.
جزاكم الله خيراً، ووفقكم، وأعانكم وسدد خطاكم.