السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، الله يكثر من أمثالكم، لأننا بحاجة لكم، والله يجزيكم عنا خيرا.
ثانيا: منذ نعومة أظافري تربيت ورعاية الله تحرسني، أنا الكبيرة من بين إخوتي، أبي عصبي جداً فوق الخيال، إلى حد أني عندما كنت صغيرة كنت أكرهه لأني أخاف منه، ولكن هو يحبني جداً وطيب جداً وعندما كبرت فهمت هذا الشيء وأحببته ولكن العصبية طبع متأصل فيه، بسبب هذه الظروف أنا عشت منطوية، عصبيته أثرت في جداً، وأمي كانت بعيدة عني وكنت أتحمل كثيراً، حتى المشاكل التي تحدث بين أبي وأمي كانوا يدخلوني فيها وأنا صغيرة إلى حد أني كرهت هذا، وكان لي شأن كبير بين إخواني، جميع هذه الظروف جعلتني أعيش منطوية، لم يكن لدي أصدقاء في الابتدائية ولا في الثانوية.
كل من عرفني قال عني أني متكبرة، وأنا لم أكن كذلك وليس بي كبر، شيء واحد أذكره أني عندما كنت صغيرة كنت أحافظ على الصلاة وأصوم من قبل البلوغ حتى كانوا يستغربون مني، وأنا لم أكن أعرف شيئا، ولكني أحسست بوجود ربي بجانبي، ولكني لم أكن أحبه، وكنت مركزة على ديني من غير أن يعلمني أي أحد، إلى أن التحقت بالكلية وتعرفت على صديقة، كانت تعرف وتحب الله، فاستغربت مني لماذا لا أحبه، وأنا لم أكن أفهم أصلا يعني ما هو حب الله، قالت أن يظهر عليك حبه، وأن أكون غير البنات، ومن بعدها فهمت معنى حب الله وفهمت تدبير الله لكل حياتي، والحكمة من أبي ومن أسرتي، كان ذلك من أجل أن أتقرب منه وأحبه، روحي تعلقت فيه، وصرت أناجيه وأبكي بين يديه وأشتاق له، سعادة الإنسان في الدنيا شعور لا يوصف!
آسفة على المقدمة الطويلة ولكن مشكلتي هي:
أنا أدرس الطب، ودراسة الطب تأخذ وقتي كله، وغير الهم والإرهاق النفسي والجسدي فيها، أنا من النوع الذي عندما أشتغل بدراستي أنسى كل شيء حتى نفسي، ولا أذكر شيئا غير الدراسة، وليس من عشقي لها، ولكن لأني مضطرة أنشغل بها، (ووقتها أضيع نفسي وبعدها أضيع ربي ويضيع الاستقرار وأضيع بجد).
أنا راحتي بمكان واحد، قرب ربي، ولما أضيعه أضيع، أعلم أن الدراسة هي طريق لربي، ولكنها تضيعني عن سعادتي، وأعلم أنها هي ليست السبب ولكني تعبت، أنا أريد ربي، صلاتي تصبح ميتة ولا أكلم ربنا ولا شيء، ومن كثرة البعد أعود وأستحي حتى أرفع يدي له.
باختصار أنا غير قادرة على أن أثبت على قربي من الله، وأنا إذا لم يكن ربنا موجودا بحياتي أضيع، وأنا غير قادرة أن أكون صحبة صالحة.
أرجوكم ساعدوني، أنا محتاجة لكم، ربنا هو الذي اختار لي الطب، لذا أنا متمسكة فيها، ولكني أريد حلا يجعلني في حال انشغالي وتعبي أكون بجانبه.
أسفه على الإطالة وجزاكم الله خيرا.