السؤال
السلام عليكم.
الحمد لله, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين, وعلى صحابته أجمعين, نبارك لكم قدوم شهر رمضان الكريم, أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الموقع المتميز الذي يمكن من خلاله أن نشكو ما وقع علينا من بلاء, ونشكر جميع الكوادر الطبية المؤهلة والمحترفة في الرد على جميع استفسارات المرضى, ومساعدتهم على رفع البلاء, كما ندعو لكم بدوام التوفيق والنجاح, وللناس بدوام الصحة والعافية.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة, أشكو من حالة نفسية سيئة جدًا جدًا جدًا, ولدي تاريخ طويل مع مرض "الاكتئاب" منذ ما يقارب 6 سنوات, عندما كنت في المرحلة الثانوية, وقد حصلت لي خلال هذه الفترة الكثير من الانتكاسات؛ حيث إني أتناول نوعين من الأدوية: سيروكسات 40, وديباكين 1000, بالإضافة إلى الأفكسر - تناولته في بداية المرض عشرين يومًا فقط, وامتنعت عنه من تلقاء نفسي فيما بعد - وعندما عاد المرض رجعت إلى الطبيب النفسي, ووصف لي الطبيب الأدوية السابقة: السيروكسات, والديباكين.
على كل حال: وضعي الصحي اليوم وأنا أكتب هذا الرسالة إليكم لا يبشر بخير؛ لأن جميع أعراض الاكتئاب عادت إلي بقوة منذ شهرين حتى الآن, وأنا أستشعرها يومًا بعد يوم, وسأذكرها على وجه السرعة:
هبوط حاد في المزاج - مزاج متعكر طيلة وقت اليقظة -, ويصاحبه عدم التركيز والاستيعاب, وكثير النسيان, مع تشوش في الذهن, وشرود غير طبيعي, وأعصاب غير طبيعية, وقد أدى ذلك إلى عمل حادث اصطدام قوي تهشمت فيه سيارة أختي -كفاكم الله الشر -.
وأعاني من عدم الاندفاع في الحياة, وفقدان البهجة والفرحة في المواقف التي يمكن أن تكون سعيدة للإنسان, والنظرة إلى المستقبل بشكل سلبي, أو بخوف من القادم نتيجة المزاج السيء, علمًا أني كنت أعمل قبل شهرين في إحدى الشركات, وكنت في قمة السعادة لأني حصلت على وظيفة جيدة بعد طول عناء في البحث عن وظيفة, خصوصًا في بلدي, فالوظائف لا يمكن الحصول عليها بسرعة نتيجة انتشار المحسوبيات والوساطات, وقدمت استقالتي بسبب هذه الحالة التي أصابتني وأنا في العمل, لأني بصراحة لا يمكنني مقاومة هذه الحالة بأي حال من الأحوال وأنا أعمل, ومطلوب مني أن أنتج في العمل, وأنا أفتقد القدرة على الإنتاج, وعلى الاختلاط مع الموظفين, وعلى التركيز في العمل.
دكتور محمد عبد العليم: أشكرك على إجابتي عن الاستشارة السابقة قبل أربع سنوات (284467), كما أتمنى أن ترشدني إلى طريق الصواب؛ لأن نفسيتي تتعب يومًا بعد يوم, وبدأت أفقد توازني من ناحية السلوك , والمزاج, والتركيز, والاستيعاب, فبماذا تنصحني - يا دكتور -؟ هل أزيد جرعة السيروكسات - فمن الممكن أن تكون قليلة 40 ملي جرام - أم أنتقل إلى دواء آخر؟ لأن إحساسي أن الاكتئاب الموجود لدي من النوع الشديد والملازم, وبالنسبة لدواء الديباكين فهو مثبت للمزاج, بمعنى أن المرضى الذين يشتكون من حالة هوس أو انشراح زائد يأخذون هذه الأدوية, أما أنا فلا أعرف كيف وصف لي الطبيب الذي يشرف على علاجي هذا الدواء؟! في حين أني لا أشتكي من فرط في الانشراح, وكل ما هنالك نوبات اكتئاب, تأتيني بشكل متكرر, وآخرها قبل شهرين, ولا زالت الأعراض ملازمة لي, ماذا تقترح - يا دكتور -؟ هل أستخدم مضادات اكتئاب أخرى أم أغير كمية الجرعة؟ وقد ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين في بلدي, وعدل جرعة الديباكين من 1000 إلى 1500 بناء على وزني 80 كيلوجرام, ولكني في الواقع لم ألتزم بهذه الجرعة؛ لأن أعراض الاكتئاب كانت شديدة جدًا.
أتمنى - يا دكتور – أن تعطيني الحل لهذه المشكلة؛ لأنها مشكلة حياتي الكبرى؟
وفي النهاية: نشكركم على هذا الموقع الأكثر من الرائع, ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم, وأن يجعل مثواكم جنان الخلد مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين, وصحابتة الأبرار رضي الله عنهم أجمعين.