السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أستعين بكم بعد الله، وأطرح لكم مشكلتي لعلي أجد حلاً لها.

مشاكلي تراكمت في داخلي, بدايتها كانت منذ طفولتي، جو العائلة جو متوتر، خصامات حادة، لم أعامل كطفلة في أكثر الأحيان، أسمع كلمات السخرية من بنات أقاربي، وكنت أخبر أهلي ولكن لا يتدخلوا بحكم أنها خلافات أطفال، لم يعلموا أنها أثرت على نفسيتي إلى الآن.

في يوم ما وأنا في مرحلة المتوسط شرحت درسا وأصبت بالرجفة، رغم أني كنت جريئة جدا, ومنذ هذا الموقف زاد خوفي شيئا فشيئا، فكرت بما حدث كثيرا إلى أن تمادى معي هذا الخوف, في البداية كنت أخاف لمجرد الوقفة أمام الطالبات، شيئا فشيئا تطورت وأصبحت أثناء جلوسي, والآن زادت إلى أن وصلت لمرحلة التأتأة، هذا الشيء يشعرني بالضيق كثيرا.

ولأننا في المنزل جدا انطوائيين، ونادر جدا ما نخرج, وزيارة الصديقات ممنوع، حتى دعوة الصديقات ممنوع، ولا أقابل الناس إلا نادرا؛ زاد شعوري بالخوف، وأصبحت أحاول أن أحافظ على اتزاني إذا ذهبت إلى مناسبة, أو إلى الكلية، وأتناول دواء أندرال ليخفف مما أشعر به، ولكن دون جدوى!

حياتي تشبه العزاء، إذا وضعت عطرا، أو أحمر على الشفاه، أو حتى طلاء أظافر في المنزل؛ أرى في أعينهم نظرات الاستغراب وأسألهم لماذا؟ ولمن هذا؟ عجبا لهم نسوا بأني فتاة كَغيري!

أرجو أن أجد حلا عندكم، وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتفائلة جدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على اختيار الكتابة إلينا بما عرضت.

أنا متفائل من إمكانية تجاوزك لما ذكرتِ وذلك بناء على أمرين، الأول تحليلك الجيد لتسلسل الحالة، حيث تطور الأمر من الارتباك الخفيف -بالرغم من جرأتك- إلى الخوف من الوقوف أمام الطالبات، ومن ثم حتى أثناء الجلوس، وإلى التأتأة بشكل عام ... فهذا التحليل الجيد سيعينك على تجاوز هذه الحالة، لأن هذا الفهم الذي عندك قد يأخذ وقتا طويلا عند غيرك ممن قد يحتاج لزمن طويل حتى يفهموا طبيعة الخوف، أنه خوف غير منطقي وغير مبرر، وهكذا طبيعة كل خوف.

والأمر الثاني الذي سيعينك وهو من وحي الاسم الوهمي الذي استعملته من "المتفائلة جدا"، فالتفاؤل من الصفات النفسية الهامة التي تعين الإنسان على تجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات التي تعترضه.

حبوب الإندرال التي تتناولينها أحيانا مفيدة، إلا أن أفضل استعمال لها هو عندما يكون عندك حديثا أو تقديما أمام الزميلات، وكما يفعل الكثير من المتحدثين والممثلين عندما يطلب منهم الحديث أمام الناس، حيث خفف الإنديرال الأعراض الجسمية للقلق كالارتعاش والتعرق...

ولكن العلاج الأفضل والدائم هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين لتجنب الشعور بالخوف والقلق، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث أمام الناس، ويمكنك أن تكون البداية بمجرد التواجد مع الزحمة من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة مع مجموعة صغيرة من الزميلات، وحتى تطمئني للحديث أمامهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى.

وإذا وجدت صعوبة في تجاوز هذه الحالة، وطالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكن أن يضع لك برنامجا علاجيا، ويتابع معك هذا العلاج.

الأمل موجود، والمطلوب هو إتباع الخطوات السليمة التي ذكرت، وربما يفيد أيضا أن تطلعي على كتاب بسيط في الخوف أو الرهاب، وطرق التكيف مع القلق.

والله الموفق.