السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد بن عبد الله
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, بارك الله لكم, ورزقكم الفردوس الأعلى لما تقدمونه للشباب من خدمات, وتوجيهات مفيدة.
سيدي المستشار:
لقد عانيت كثيرًا من الظلم في العمل, ويشهد الله أني مجتهد, وزملائي في العمل يشهدون لي بالكفاءة, وعبقرية التفكير - على حد قولهم - لكن المشكلة تأتي غالبًا من مدير لا يريد من هم مثلي, وإنما يريد من ينافقه ويجامله, ويلهث وراءه, ويستميت لينال شرف تحيته في الصباح, ومن يسعون بالوقيعة بين الناس.
أخي الحبيب: كانت لي تجربة العمل مع مدير بريطاني ليس له دين, ولكنه لم يظلمني مثلما فعل مديري العربي المسلم, هل تري الحل أن أهاجر لإحدى الدول الأوروبية؟ حيث أخبرني من أعرفهم جيدًا أن العمل بجد وحده هو مفتاح النجاح, والوصول للمناصب, وليس النفاق والكذب, وتضليل الناس, وقلب الحقائق.
أخي الفاضل: يقول زملائي وأيضًا أولي القربي: إني لا أصلح للحياة في الزمن الحالي؛ لأني لا أجيد فن المراوغة والالتفاف حول الحقائق, ولا أحب المداهنة والرياء.
أشعر أن كلامهم صحيح, ولكني لازلت أعيش بمبادئ لا أتخيل حياتي دونها, بماذا تنصحني - يا سيدي المستشار -؟
المشكلة الثانية التي أعتقد أنها مترتبة على الأولى أني أصبحت أحب الليل والسهر جدًّا, ولا أفيق قبل صلاة العصر، أحب الجلوس وحيدًا حتى بعيدًا عن الأهل والأصدقاء لفترات طويلة من الوقت, ثم أعود فأتواصل معهم بعد فترة طويلة.
لا أحب أن يراني الناس, أو أن أرى أحدًا، هل أنا مصاب بالتوحد؟
علمًا أني بعمر 33 سنة, جامعي, أعزب, وسبب تأخري في الزواج أني دائمًا أبحث عن الكمال, ولا أحب الدخول في مشاكل.