السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت تقريبا كل ما يتعلق بالوسواس Panic Disorder, ولكن لدي بعض الأسئلة التي لم أجد لها ردا.
أنا سيدة عاملة وعمري واحد وأربعون عاما، أم لطفلين، وكل شيء في حياتي جيد جدا والحمد لله.
منذ فترة بعيدة وأنا أصاب بصداع وشكاوي مختلفة، ذهبتُ لكل التخصصات والحمد لله لم يكن عندي أي مرض عضوي، وكان الأطباء يقولون لي اذهبي لطبيب نفسي، وكنت أعتقد أنهم غير مؤهلين، وأقول: لماذا يقولون طبيبا نفسيا وأنا لست مجنونة، المهم أنه منذ عام تقريبا أحسست بأني سأموت، وضربات قلبي تزداد وأتعرق، ذهبت إلى الطوارئ، وعملوا الفحوصات اللازمة، ولم يجدوا شيئا والحمد لله، وكنت وقتها أبحث في السقف عن ملك الموت، وكنت متأكدة أني سأموت.
بعد بضعة أسابيع وبعد ذهاب الأولاد إلى المدرسة كنت أستعد للنزول للعمل فوجئت بخوف شديد، وأني لا أقدر على النزول لسبب ما، اتصلت بالاستشارات العائلية، وتكلمت مع أخصائية نفسية، وقالت لي ماذا يحدث وطمْأنتني، وذهبتُ أنا وزوجي في نفس اليوم لطبيبة نفسية بعد اقتناعي أخيرا أني مريضة.
الطبيبة أعطتني سيبرالكس عشرة مليجرام، وقالت سآخذ الدواء لمدة ستة أشهر أو سنة على الأكثر - إن شاء الله - بعد حوالي ثمانية أشهر من العلاج حدث نفس الموقف، وذهبت للطوارئ مرة أخرى، ولكن هذه المرة كنت أعلم ماذا يحدث، وقلت لهم أريد دواء مهدئا, وفعلا أخذته، وذهبت بعدها للطبيبة التي زادت الجرعة لخمسة عشر مليجرامًا، وبعد شهرين تم الخفض مرة أخرى لعشرة مليجرام.
الحمد لله ليس عندي أي نوع من الاكتئاب، وأمارس حياتي بشكل عادي جدا، وأعلم أن ما أنا فيه هو ابتلاء من الله والحمد لله، وقد قررتُ أن أتقرب أكثر إلى الله، وأدعوه بدلا من الجري وراء الأطباء، مع الاستمرار على الدواء حتى الآن.
سؤالي هو: هل هذا المرض النفسي عبارة عن دوامة وسوف تستمر إلى الأبد؟ أم من الممكن فعلا أن أشفى نهائيا وأرجع مثل الماضي بدون أمراض نفسية؟ وهل هو مرض وراثي؟
أمي حاليا تعاني من الخوف من الموت، وتترك الباب دائما مفتوحا، وتقول حتى يعلم أحد أني مِتُ - لأنها تعيش بمفردها - ولكنها بصحة جيدة، وتخرج، وتسافر، وتستمتع بحياتها.
ابنتي عمرها 11 عاما أيضا تخاف كثيرا إذا تركناها وخرجنا أنا وزوجي، وتبكي ولا تريد أن نتركها، علما بأن ابني الأصغر عمره ثمانية أعوام ولا يعاني من هذا.
فهل هذا مرض وراثي أم هو صدفة؟ وما الذي يؤكد أن عندي نقصا في مادة السيروتونين؟
جزاكم الله خيرا.