السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مهندس، أبلغ من العمر 29 عاماً، ومقيم بدولة الكويت منذ عامين، الآن أعيش أسوأ كابوس في حياتي، حيث أنني توقفت تماماً عن العمل، وأنا على اقتناع تام بذلك، لا أعرف كيف! كما أنني أشعر بحالة من التوهان مصحوبة بصداع شديد تسيطر علي معظم الأوقات، أشعر فيها أنني منفصل تماماً عن الواقع، ولا أفيق منها إلا قليلاً، بل نادراً، كان هذا نتيجة لما حدث لي منذ شهر مضى، حيث أنني أصبت بحالة اكتئاب -كما وصف لي الطبيب- بسبب ضغوط عصبية شديدة واقعة علي، بسبب الانتقال من عمل إلى آخر.
وصف لي الطبيب دواء التفرانيل 5 ملجم، إلا أنه أصابني بارتخاء بالعمود الفقري مع جحوظ في العينين، ولم أشعر بتحسن فتم إيقافه، واضطر لتغيير الدواء إلى سيبراليكس 10 ملجم، واستخدمته لمدة أسبوع واحد، وهنا الطامة الكبرى، حيث بعد استخدامي لهذا الدواء وأنا أشعر بأن حياتي كلها قد انقلبت رأساً على عقب، وأصابتني حالة شديدة من التوهان مع صداع رهيب ودوخة وصعوبة في النوم ليلاً، ورأسي دائماً متيقظ كأنه يتنفس وينبض، وتوتر وقلق شديد، كما أنه زادت عندي الأفكار القهرية التي قد توقظني من النوم ليلاً لأفكر بها، ورهبة شديدة من الذهاب للعمل، فقمت بإيقافه فجأة، حتى أوقف كل هذا، فتوقف كل شيء عدا الأفكار القهرية، والقليل من التوتر مع صعوبة في النوم، كما أن المزاج لم يعد كما كان.
أخبرت الطبيب بهذا فقام بتخفيف الجرعة لنصف حبة يومياً، وواظبت عليها لمدة أسبوع تقريباً، فقل كل ما سبق، إلا أنني كنت أشعر أنني أعود إلى المزاج الطبيعي كل 3 أو 4 أيام لمدة ساعتين في اليوم، ثم أعود لحالة التوهان مرة أخرى، اضطررت لتوقيفه تماماً؛ لأنني لا أشعر بتحسن، فشعرت بأنني شديد العصبية بشكل غير مسبوق، وأن كل صوت يأتيني من الخارج وكأنه (صاروخ) في أذني، ويزعجني بشدة، وكان هذا لمدة يوم، ولعدم تحسني اضطررت للعودة إليه مرة أخرى، وأثناء تناولي للدواء كنت لا أستطيع اتخاذ أي قرار، وكنت أسمح لأحد أقاربي باتخاذ القرار بدلاً مني!
في المرة الأخيرة لتوقفي عن الدواء شعرت بألم في الجزء الأيسر من الدماغ، وبوجود تنميل شديد بها، كما أنني أصبت بحالة إغماء مفاجئة، وكنت مع أحد أقاربي، حيث أظلمت الدنيا في عيني وسقطت على الأرض وكأن شيئاً قد انطفأ داخل دماغي.
الآن وبعد توقفي عن الدواء لمدة تقارب الأسبوعين إلا أنني أشعر بصداع في الرأس مع حالة التوهان طول اليوم، كما أنني وإن كنت في مزاج متوسط إلا أنني لا أفكر بأشياء بديهية كنت أقوم بها، كما أنني أفكر في القيام بالأشياء من حيث صعوبتها فلا أقوم بها، وآخرها الذهاب إلى العمل، فأصبحت لا أذهب إلى العمل الجديد، بسبب أنه لا يوجد لدي دافع للذهاب للعمل أساساً.
علماً بأنني أصاب بالصداع مع التوهان، وقليل من التوتر وبشد في الشعر، حتى إنني أنتزع شعيرات من رأسي طوال تواجدي في العمل الجديد، بالإضافة إلى أنه أصبح التفكير في الطعام هو شيء ثانوي بالنسبة لي، فمن الممكن أن أمضي يوماً كاملاً بدون طعام، مما قلل من وزني، بالإضافة إلى العناية الشخصية وبالمظهر الخارجي، فهو مهمل تماماً على الرغم من أن المزاج متوسط بل أقل من المتوسط، مما اضطرني إلى التفكير بشكل جدي في العودة إلى الوطن، حيث أنني غير متزوج، وأعيش وحيداً هنا بالكويت، وأخي متزوج ويسكن في نفس البلد التي أقيم بها إلا أنه مشغول طول الوقت.
أشعر دائماً أنني لا أستطيع أن أعيد حياتي إلى ما كانت عليه سابقاً قبل هذه الأزمة، وأتحسر على الأوقات التي كنت بها بكامل عقلي، وهذه الأوقات التي أقف عاجزاً أمامها ولا أدري ماذا أفعل! وأحس أنه لا قيمة لي تماماً، حيث أنني فقدت عقلي، كما أنني أخشى أصدقائي وأن أواجه الناس حتى لا يشعروا بتغير من ناحيتي.
السؤال هو: كيف أعود إلى حالتي ما قبل شهر مضى؟ وإن كان ولابد العودة إلى الدواء مرة أخرى كيف يتم التعامل معه، وزيادة الجرعة أو تقليلها؟ علماً بأنني لا أستطيع المتابعة مع طبيب لصعوبة ذلك بالنسبة لي، وسوف أتابع معكم إن شاء الله.