السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما بعد:
أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما, أقوم بواجباتي الدينية, تعرضت للسحر وشفيت منه -بفضل الله-, خطبت مرتين ولم أوفق, وأنا الآن مخطوبة للمرة الثالثة, قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات, في البداية ارتحت, وبعدها لم أعد مرتاحة بتاتا, وتعرضت لعدد من المشاكل, خاصة أنني أردت العقد من البداية, وسهَّلت لهم كل شيء, ولم أشترط أي شيء, وعائلة الخطيب وعدوني بذلك من البداية, ثم خالفوا وعدهم لي رغم الماديات المتوفرة, وهم يريدوني أن أبقى على هذه الحال ثلاث سنوات أو أكثر, بدعوى إكمال تعليمي, وأنا طبعا -ككل فتاة مسلمة- أقدم رضا الله والزواج على أي ثمين, وأخبرتهم بذلك عدة مرات, وقلت لهم: إنه لا يجوز لنا أن نبقى على هذه الحال, لا الخروج, ولا الخلوة, ولا المكالمات الهاتفية, بدليل الكتاب والسنة, والمشايخ والعلماء, لكنهم يستهزئون بي, ويقولون لي: إن اتبعنا المشايخ فلن نستطيع فعل شيء, وأنا أنقم على كل شخص يقدح في كلام الله ومشايخنا وعلمائنا, فيضربون لي أمثلة, ويقولون فلان متَّقٍ ويخرج مع خطيبته, وفلانة متدينة و ... فأخبرتهم بأن كل من يفعل ذلك سيحاسب, ويقولون لي: بأن كل من تريد العقد تكون خائفة من ضياع العريس, وهذا يحزنني ويبكيني.
أما الخطيب: فيطالبني بالخروج معه, والمكالمات الهاتفية والليلية, والذهاب معه في السيارة لمنزلهم, وعائلته يطالبوني بذلك, وأمه تطالبني بالذهاب معها لمنازل أقاربها كل جمعة, وأنا أرفض فيغضب هو مني, بكل صراحة لم أعد أرغب فيه, ولا عائلته؛ فقد أتعبوني كثيرا, وأنا أهوى العيش على دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأتمنى زوجا تقيا, مصليا, متدينا, خلوقا, مع العلم أنه يقطع الصلاة من حين لآخر, ويقول: بأني السبب؛ لأني أغضبه, ويقول: بأن الله سيحاسبني على ذلك, وأنا خائفة لو أن كلامه صحيح, وكذلك اكتشفت فيه شدة الغضب, واختراع المشاكل لأتفه الأسباب, وإلحاحه الدائم, والبخل معي بصفة خاصة, وتحكم عائلته فيه, حتى في ادخار أمواله, فلا أستطيع الاتفاق معه على أي شيء دون قراراتهم, مع العلم أن أمه تقف دائما وراء الباب, وتراقب مكالماتنا, وهو يتفطن لها, وتريد إسكاني معها بقسمة المنزل بيننا بالخشب المنقب, وليس الحائط, مع أنهم يملكون منزلين إضافيين قريبين من منزلهم, منزل تسكن فيه ابنتهم المتزوجة مع زوجها وحدهما, والآخر مؤجَّر, وأبوه أراد إعطاءنا منزلا نسكن فيه وحدنا, لكن أمه رفضت بدعوى الخوف عليّ من الوحدة, وهذا طبعا بعد سنين, أما الخطيب فلا يقتنع إلا بكلام وتصرفات أهله حتى لو أخطأوا, وعندما يغضب يطلب مني فسخ الخطبة في عديد من المرات, ثم يطلب السماح, وعدم التكرار, ويعيدها مرات ومرات, وكلها بسبب عائلته, وأنا تعبت -واللهِ تعبت- وأمه تقول لي دائما أمامه: بأنه رجل, وكثير من الفتيات يتمنينه, وكل فتيات العائلة يردن الزواج به, وهذا ما يزيد من عدم احترامي لهم, أما هو فيقول لي: بأني لن أجد عريسا مثله, وأنه لن يتزوج بعدي, وسيقتل نفسه لو تركني, ولن يقبل بي أحد بعده, وسوف أخسره, وأنا خائفة من أن يغضب عليّ الله لو تركته, وأخاف ظُلْمَه, وأنا حائرة وفي كرب شديد, حتى أني أضعت دراستي, ولم أعد أفكر إلا في هذا الموضوع, وتعبت نفسيا, وأنا حساسة جدا, ولا أريد جرحه وألمه-ولا أي شخص كان-أرجوكم انصحوني, أفيدوني كأخيَّة في الله, ما عساني أفعل؟
هل أنا مخطئة؟
هل أبقى معه أم أتركه؟
وأنا حقا لم أعد أريده, ولا أرغب في البقاء معه, إن رفضت الإكمال معه أخاف ظُلْمه, وإن بقيت معه فسأظلم نفسي وأعذبها, ولن أعيش كما أريد على دين الله, بل سأنغمس في مشاكل الدنيا من حماة, وقيل وقال, بل أريد أن تكون حماتي كأمي, كصديقتي, وليس بيننا عداوة, ولا أرغب في العيش مع ناس يستهزئون بدين الله, ولا يأمرون بالمعروف, ولا ينهون عن المنكر.
شكرا لرحابة صدركم, وسامحوني للإطالة, أنتظر ردكم بفارغ الصبر, وأرجو أن تدعوا لي, وبارك الله فيكم, وأسكنكم الفردوس الأعلى, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعثت لكم منذ أسبوعين ولم تصلني إجابة أرجو الرد فأنا في كرب شديد.