السؤال
السلام عليكم.
أود شرح حالتي بالتفصيل.
في البداية: أنا ممرض، ولكني حاليا لا أعمل منذ تخرجي قبل سنتين في مجال التمريض وذلك بسبب أنه وفي السنة الأخيرة فقط من الجامعة -وهي بداية المشكلة- شعرت بضيق نفس بسيط، وتعرق، وسرعة ضربات القلب خلال صلاة التراويح، هذا الأمر تكرر لمدة 10 أيام، وذلك بسبب الضغط، والحرارة، وهو أمر ليس لأول مرة يحدث معي، بل يحدث في أغلب الأحيان، ولكن في تلك المرة سبب لي الحالة النفسية التي أنا بها الآن، وذلك بشكل مفاجئ، فقد ربطت بين ما شعرت به وما سوف أراه في مادتي العناية الحثيثة والصحة النفسية في ذلك الفصل، وبالفعل بدأت المخاوف من المرض، وأن يحصل لي ما أشاهده في هذين القسمين، وهذا يحدث لأول مرة، ولم يحدث خلال أول 3 سنوات في الجامعة أبدا، وكنت مستمتعا في تخصصي، وفي تدريبي العملي، واستمرت هذه الحالة حتى نهاية السنة الأخيرة، بعد تخرجي لم أعمل في التمريض، وعملت في مجال الدعاية الطبية، فخفت بشكل كبير جدا المخاوف من المرض حتى أنها اختفت بشكل شبه تام.
لكن حقيقة ما أعاني منه حاليا هو كالآتي: عندما أخرج إلى منطقة خارج منطقتي أشعر كأن شيئا سوف يحدث لي (دوخة، قلق... الخ)، يزداد هذا الشعور كلما كانت المنطقة أبعد، طبعا هو في الغالب شعور وتفكير يلازمني، وأحيانا يتحول إلى قلق جسدي (تعرق، سرعة ضربات القلب) يختفي ويذهب، أشعر بالراحة أحيانا، بالقلق أحيانا، وأحيانا أخرى قليلة أذهب إلى خارج منطقتي، ولا أشعر بأي شيء ولكن -لله الحمد- لم يحدث لي شيء مما أفكر فيه أبدا، حتى أنني ذهبت إلى العمرة، ولم يحدث لي أي شيء سوى ما قلته سابقا من شعور، وتفكير، وتقلب في الحالة، وكذلك عندما يكون الجو غائما يحدث لي ما قلته سابقا، مع العلم أن فصل الشتاء كان من أحب الفصول لدي.
أما أكثر ما يزعجني، وبشكل كبير جدا، ولأبعد الحدود هو: أنه عندما يسافر صديق لي أو قريب إلى منطقة بعيدة أشعر وكأنني أنا الذاهب إلى تلك المنطقة، وكأنني أريده أن يعود، وبأنني سوف أتوتر وأقلق إذا لم يعد، ومن ضمن التفكير أني أيضا عندما تشتد علي أشعر وكأنني أريد الهروب إلى أي مكان تختفي فيه هذه الأعراض، وأنني حتى لو تناولت مهدئا نفسيا لن أهدأ إلا إذا عاد هذا الشخص، ولكن -الحمد لله- لم يحصل شيء أبدا مما أفكر فيه طوال هذه الفترة، ولكنه الشعور والتفكير المزعج، هذه الحالة خلال الثلاث سنوات، لازمتني في أول سنة، ثم اختفت بشكل شبه تام لمدة سنة ونصف، والآن عادت لي من شهر 3-2011 إلى الآن، وبشكل قوي، فأنا أشعر وكأني في صراع داخلي لتحدي هذه الحالة، ونبذها، وتحقيرها، وما إلى ذلك، ولكن أشعر أحيانا بأنها أقوى مني، وتتغلب علي، وتصل لدرجة القلق الجسدي -يستمر لفترة بسيطة- يأتي ويذهب على فترات، وهذه الحالة تشتد عندما أعاني من التعب والإرهاق من قلة النوم، فهي تسيطر علي عندما أكون متعبا ومرهقا، وتكون خفيفة، أو حتى معدومة عندما أكون مرتاحا ونائما بشكل كافٍ، طبعا هي ليست حالة عاطفية أبدا؛ لأني لم أعانِ منها سابقا أبدا، ولا مما ذكرته سابقا أبدا طوال حياتي، ولا يوجد تاريخ مرضي أو وراثي لدى العائلة بالكامل، ولا يوجد أحد بالعائلة يعاني من أي حالة نفسية، عائلتنا متماسكة -والحمد لله- واقتصاديا وضعنا ممتاز، التزامي الديني ممتاز، لا يوجد تغير في حياتي، أنام وآكل بشكل طبيعي، علاقاتي بأصدقائي ممتازة، لكنها أثرت على عملي، وهي سبب عدم عملي في المشافي، وكمندوب للدعاية الطبية، أو الخروج في رحلات، أو مناطق بعيدة مع الأصدقاء؛ كما أنني عاطل عن العمل، وحظي بالحياة عاثر للآن -والحمد لله-، وهذا ما زاد من الحالة سوءا، كثرة الفراغ، وقلة الحظ، والشعور بالإحباط نوعا ما نتيجة العطل عن العمل، وحقيقة أنني لم أتحصل على عمل أصلا، وليس بسبب الحالة فقط، باختصار حالتي هي الشعور والتفكير، وسيطرة أو تسلط هذه الأفكار أحيانا، وتحولها أحيانا لقلق جسدي، تناولت دواء denaxit ولكن لم أشعر بتحسن أبدا، تناولت دواء (solotic 50 mg) وهو نفس تركيبة الزولفت بناء على استشارة طبية من الإنترنت حبة لمدة 3 شهور، خلالها لم أشعر بأي تحسن، رفعت الجرعة إلى حبتين لمدة شهر، ولم أشعر بتحسن، ولم أستمر على العلاج بسبب المال، وبسبب أنني لم أتحسن.
أريد التخلص من هذه الحالة الغريبة عني، وخصوصا هذه الحالة الأخيرة التي ذكرتها لكم؛ لأنها أشد ما يزعجني حقيقة، فما التشخيص الدقيق لحالتي؟
وما العلاج المناسب لها؟
(إذا بالإمكان وصف أدوية لي موجودة بالأردن).
وما نسبة الشفاء من هذه الحالة النفسية؟
وهل هي مرض نفسي أم حالة نفسية؟
آسف جدا للإطالة، وأتمنى إجابة وافية وكاملة عن حالتي، وشكرا جزيلا لكم.