السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصتي أنني طالب في كليةٍ مضيت فيها سنتين، وبقي لي السنتين القادمتين، المشكلة أنني عندما دخلت الكلية كنت أنوي أن أصبح معيدا، ووضعت الخطط، ولكني لم أعمل كما يجب (هذا في الترم الأول) وحصلت على جيد، ثم أحبطت، ومن هذا الإحساس شعرت بضياع هدفي أن أصبح معيدا، ثم قلت لا بأس، ودخلت الترم الثاني ثم حصلت على جيد بتقدير أقل إلى السنة التي تليها (السنة الثانية) ثم قلت ما زال الأمل موجوداً ولكني كنت محبطا، ولم أعمل، وحصلت في السنة الثانية 2010/2011 على جيد، ومن اللحظة هذه شعرت بيأس، مع العلم أن الله رزقني من الذكاء والشطارة والهيبة، ولكن أكثر ما يؤلمني أنني قصرت في حقي أن أكون الأول، وقصرت في حق ربي أنني لم أستغل ما أعطاه ربى لي، وشعرت بالفشل والتقصير في حقي أني مسلم يجب أن أكون في المقدمة، وكان أستاذي في الجامعة كان يريدني أن أكون الأول، ونحن الآن في شهر رمضان قلت أشحذ نفسي، وأكتب أخطائي حتى لا أكررها في السنتين القادمتين، ونويت أن أحصل على مركز متقدم.
المشكلة كلما أصبح عندي أمل يطاردني الماضي، وأندم على ما ضيعته بيدي، وعندما حصلت على جيد في السنتين ضاعت مني مرتبة الشرف، وكان وما زال عندي طموح عالي في أهداف عالية، ولكن نفسي تقول لي (عندما لا تستطيع تحقيق الهدف الصغير هل ستحقق الأهداف الكبيرة؟).
هل أستمر في دعاء ربي بأن أكون معيدا، ولكن واقعيا قد لا يتحقق أم أصلي صلاة استخارة؟ كيف أتخلص من الندم والشعور باليأس ؟ نعم كتبت الأخطاء، وانتهزت فرصة شهر رمضان لكي أشحجذ من نفسي، ولكن الماضي يحبطني، وهل الأفضل الاستمرار في أن أضع هدف معيد أم أبحث عن هدف آخر؟
أعترف أني فاشل لأنني لم أعمل، ولكن وعدت نفسي بأن أتعلم من الماضي، وأن أستغل ما وهبني الله إياه في خدمة الإسلام، وأن أتفوق في السنتين القادمتين، ولن أكرر أخطائي، ولكن الذي يطاردني من الماضي اليأس، وساعات أقول لنفسي: هذا أمر قد قدره الله علي لكي أتعلم من بداية الحياة، وهل عندما يكون عندي أهداف كبيرة من ضمنها أن أكون معيدا ولم أتعين في الكلية هل هذا لا يتحقق؟
وعلى الرغم من هذا عندي حسن ظن بالله أن القادم أحسن، وأتمنى من الله حسن الظن به، ثم حسن العمل، وأتمنى أن تكون حياتي رحلة كفاح لتحقيق حلم حياتي، والحمد لله في هذه الأيام المباركة أشعر بالأمل والطموح العالي لتحقيق الأهداف، ولكن الندم والفشل واليأس والماضي يطاردني.
كيف أتخلص من شعور أن هناك فرصة في يدي وأضعتها بالتقصير؟
وأحياناً أقول في نفسي: لعله خير، ولعله بداية نجاح وانتهاء الفشل، ولكن تقصير الماضي والندم يطاردني، والنتائج السيئة.
هل هناك أمل في تحقيق الأهداف الأخرى؟
وجزاكم الله خيراً، وسامحوني على الإطالة.