السؤال
السلام عليكم,,,
لدي أخ يبلغ من العمر 11 سنة, ولكنه متعب جدا, فمنذ مرحلة الروضة -أي من عمر 4 سنوات- كان يبكي بكاء شديدا, ولا يحب الذهاب للروضة، وأنا أعترف أنه كان هناك تساهل من قبلنا, فكان يمر الأسبوع والعشرة أيام بدون ذهابه للروضة.
ومنذ دخوله للابتدائي مرت 3 سنين بدون أن يدرس, يذهب للمدرسة ويبكي, ثم كف عن البكاء, وبدأ بالجلوس في الحمامات, والهروب من الحصص, ومحاولة الهروب من المدرسة, فهو لا يحب الدراسة إطلاقا، مع العلم أن أصدقاءه في الصف يحبونه ويحبهم ويلعب معهم, فلا توجد مشاكل من ناحية الزملاء, ولا حتى المدرسات اللائي أظهرن حبهن وتعاطفهن معه.
ولكنه بدأ يجادل المدرسات, وبدأت المدرسات يفقدن سيطرتهن عليه، وتم نقله إلى مدرسة فيها مدرسون وليس مدرسات، وفي بداية الأمر التزم وكان خائفا من الشدة، ولكنه بعد مدة بدأ بعدم الخوف, فبدأ بالرد على المدرسين حتى إنه يجادل المدرس الذي كان يخاف منه خوفا شديدا, ويقول له: إنك إذا ضربتني سوف يقوم والداي بشكوى ضدك, مع العلم أن والدي سمح للمدرس باستخدام الشدة مع أخي, وأعطاه كافة الصلاحيات سواء بالصراخ أو الضرب, وكان المدرس يعاقبه إذا لم يلتزم، ومن ضمن العقاب عدم خروجه إلى الفرصة "الفسحة" وبقاءه بالصف، إلا أن أخي حاول جاهداً التخلص من العقاب, وفعلا نجح, فقد هدد المدرس بإلقاء نفسه من النافذة إذا لم يسمح له بالخروج.
وللأسف فقد رسب في الصف الرابع الابتدائي، وواضح جدا أنه سوف يرسب في الصف الخامس أيضا.
وأخي الآن لا يستطيع أي شخص في المدرسة -من عامل النظافة إلى ناظر المدرسة - أن يقنع هذا الولد بالدخول للصف، فهو يحب المدرسة الآن لكي يذهب ويلعب مع أصدقائه فقط, فهو لا يحضر الدروس, ويظل يتمشى في المدرسة, ويلعب مع أصدقائه في الفسحة, وبين حصص الدراسة فقط.
قمنا باستخدام الشدة والحرمان معه فلم يجد، قدمنا له كل الإغراءات من أجهزة وألعاب وغيره ولم تأت بنتيجة، حقيقه إنه ولد متعب, ومستقبله بدأ يضيع, فهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة بشكل جيد, وهو في الصف الخامس, لأن قوانين التربية لدينا أنه لا سقوط في أول ثلاث سنين من الدراسة.
عندما أحاول إقناعه لا يبدي لي أي اهتمام, ويقوم بالضحك وتقليدي، وفي بعض الأحيان "بدون جدية" يقول لي: كلنا سوف نموت فما فائدة الدراسة؟ ويضحك، حاولت إقناعه مرارا وتكرارا, وهو يعلم أن الصواب هو حضوره للدروس ولكنه لا يريد ذلك أبدا، قمنا بكافة جهودنا, وقد حضر عدة جلسات مع أكثر من أخصائي ودكتور نفسي, ولم تكن هناك أي نتيجة.
الولد ذكي جدا, وقد قام باختبار الذكاء, وتبين أن مستواه أفضل من مستوى كثير من الطلبة الذين يحضرون الدروس بانتظام، فهو يعرف جميع أجهزة التكنولوجيا, وله إيميل, ويستخدم الإنترنت واليوتيوب وغيره، ولكن حالته محيرة جدا، وصلت بنا إلى اليأس, وأنا فعلا لا أستطيع أن أتخيله يوما يحضّر دروسه.
نعتذر على الإطالة, ونرجو الإفادة, بارك الله فيكم.