السؤال
السلام عليكم ...
أنا متزوجة، وزوجي لا يقبل برؤية أزواج أخواتي، وعندما أذهب في زيارة إلى بيت أهلي فإن أزواج أخواتي يدخلون دون استئذان، فأخبرت أخي بالموضوع ولكني واجهت مشاكل مع أمي. ماذا أفعل؟
السلام عليكم ...
أنا متزوجة، وزوجي لا يقبل برؤية أزواج أخواتي، وعندما أذهب في زيارة إلى بيت أهلي فإن أزواج أخواتي يدخلون دون استئذان، فأخبرت أخي بالموضوع ولكني واجهت مشاكل مع أمي. ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الدبيلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
زوجك أيتها الأخت العزيزة مصيب فيما طلب منك ويجب عليك أن تطيعيه في ذلك، وأن تتعاوني معه فيما يأمرك به من طاعة الله تعالى، فإن التزام الحجاب أمام الرجال الأجانب فريضة من الله تعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ} وأزواج أخواتك أجانب بالنسبة لك، فيجب عليك أن تلتزمي الحجاب الشرعي في حضورهم، ولا يجوز لك الخلوة بأحد منهم، فإذا كان زوجك يمنعك من أن تظهري أمامهم كاشفة عن شيء من جسدك فإنه يأمرك بطاعة، فيصير واجب عليك من وجهين: واجب عليك لأن الله عز وجل أمرك بذلك، ثم هو واجب أيضًا لأن زوجك يأمرك بذلك.
ونحن أيتها الكريمة نحذرك من مغبة مخالفتك لأمر زوجك في هذا الأمر، وكوني على حذر من أن يُلقي الله عز وجل البغضاء بين قلبيكما بسبب معصية الله تعالى، فإن من سنة الله تعالى أنه ما توادا اثنان فأحدث أحدهما معصية إلا جعل الله عز وجل بينهما من النفرة بقدر ذلك الذنب، فاحذري من هذا، وينبغي أن تشكري لزوجك غيرته عليك وحرصه على سلامة دينك، وأمره لك بالمعروف، فتكوني متعاونة له حافظة لأمره حتى عند غيابه عنك.
وأما طاعة الأم أو غضبها، فإن هذا أمر لا يجوز فيه أن تطيعي أمك إذا أمرتك بخلاف أمر الله، فإنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله). ومع هذا ينبغي أن تبذلي جهدك في التلطف بأمك والإحسان إليها، وأن لا يكون ذلك سببًا لإغضابها، فحاولي أن تبيني لها الحكم الشرعي وأن الله عز وجل يفرض على النساء أن يفعلن هذا بحضور الرجال الأجانب، والذي يغلب على الظن أن أمك ستتفهم الأمر حين تعرف بأن هذا من حدود الله تعالى التي لا يجوز تجاوزها.
وأمثل حلٍّ إذا رأيت الأمر غير متفهم هو أن ترتبي أوقات لزيارة أمك غير الأوقات التي يتواجد فيها هؤلاء الرجال، وتحاولي بعد ذلك التواصل مع أخواتك عبر الهاتف وغير ذلك من وسائل الاتصال، وبهذا تسلمين من الوقوع في معصية الله تعالى ومخالفة أمر الزوج وتحفظين أسرتك وبيتك من أسباب الشقاق والخلاف، ونحن نؤكد عليك ثانية ضرورة الحذر من التعاطي لأسباب الفرقة والخلاف بينك وبين زوجك، لاسيما حين يأمرك بمعروف أو ينهاك عن منكر كما هو الحال في هذه الحادثة.
نسأل الله تعالى أن يتولى عونك وييسر لك أمرك كله.
وبالله التوفيق