السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة شابة متزوجة منذ أربع سنوات، محجبة وأصلي، بعد زواجي مباشرةَ حملت، ولكن الله شاء أن يسقط هذا الجنين، كانت حالتي النفسية سيئةً، ولكني صبرت، وبعد شهرين سقط الجنين مرةً أخرى، تأثرت كثيراً بذلك، وخاصةً أني وحدي مع زوجي في فرنسا، وعائلتي ليست في نفس البلد.
وبعد 4 أشهر شاء الله أن أحمل، وفرحت كثيراً، وعملت ما في وسعي للحفاظ على الجنين، الحمل كان عادياً وبدون مشاكل صحية -والحمد لله-.
وضعت ابني، وتعبت به، مما ألزمنا على تركه أسبوعاً في العناية الخاصة، ثم عدنا به إلى المنزل، ومن هنا بدأت معاناتي، ابني لم يكن عادياً، ولما أريته الطبيب فحصه وأعلن أن عند الصغير مرضاً عصبياً نادراً لا دواء له، بكيت كثيراً؛ لأن هذا الطفل الذي طالما انتظرته سوف يعيش معاقاً طول حياته، زوجي دوماً معي يساندني، ولكن العائلة لا تقدر الأمر، وعندما نحادثهم يلحون في السؤال عن نموه، ويقارنون بينه وبين أقرانه، وأنا أتأثر كثيراً لأن ابني لا يمشي، ولا يتكلم، وعنده مشاكل صحية أخرى، مثل: ضعف كبير في البصر، والإمساك شبه الدائم، وجراحة في المثانة، وضيق في التنفس، والآن عمره سنتان وعشرة أشهر، أمضى منها عدة أشهر في المستشفى.
نسيت أن أذكر أنني درست 5 سنوات بالجامعة، لكني لم أبحث عن شغل بسبب انشغالي بابني وحالته الصحية، ودائماً أشعر بالحزن لأني درست كثيراً ولم تسنح لي الفرصة للعمل، والناس الذين أعرفهم دائماً يسألونني لماذا لا أشتغل؟ وأحكي لهم عن ابني وأبكي كثيراً، وأحياناً أقول لنفسي: لماذا أنا وابني بالذات في هذه الحال؟ (ليست هنالك حالات إعاقة في العائلتين والأقارب)، وأستغفر الله لأني أعرف أنه ابتلاء ويجب أن أصبر، وبعده أنجبت أخاً له بصحة جيدة -والحمد لله-، عمره الآن تسعة أشهر، ولكن حالتي النفسية لم تتحسن، أبكي كثيراً وأصرخ في وجه أبنائي إذا تعبت أو غضبت، لا أدري ماذا أفعل، أخاف أن يذهب الغضب بالأجر، ساعدوني وادعوا لي أرجوكم، جزاكم الله كل خير.