السؤال
أنا موظف شاب أعمل في شركة، ويعمل معي في هذه الشركة امرأة كبيرة في السن، وهذه المرأة قلبها معلق كثيراً بالدنيا، وتهتم كثيراً بالمظاهر، وهي امرأة مغتابة وتمشي بالنميمة بين الناس، وجميع من في الشركة يتقي شرها، فهي دائماً في مشاكل مع الموظفين، ونحاول دائماً أن نتجنب لسانها الجارح رغم أنها تصلي وعقيدتها سليمة من أي نوع من أنواع الشرك، والجميع يقدر حالتها النفسية السيئة بسبب ظروفها الاجتماعية السيئة، فزوجها كبير جداً في السن وجالس في البيت، وهي المسئولة عن البيت وصارت فقيرة بعد أن كانت من الأغنياء، وأنا دائماً أسايرها وأحترمها ولا أظهر لها أي تأفف من حديثها رغم كرهي لها.
والمشكلة بالنسبة لي أن هذه المرأة لديها ابن في عمري تقريباً، لكنه ساذج كثيراً ولا يفهم شيئاً في الحياة وغير ناجح اجتماعياً ودراسياً، وجالس في البيت من دون عمل وليس لديه رفاق، بعكسي تماماً فأنا ناجح اجتماعياً وبالإضافة إلى عملي في الوظيفة فأنا أدرس في الجامعة بنفس المجال الذي يدرسه ولدها، لكنني أنجح وهو يرسب، وأشعر أن هذه المرأة تحسدني كثيراً على ما أنا عليه، ولا أخفي عليكم أنني من الأسبوع الأول لعملي في الشركة أصبت بآلام كبيرة في لساني وفي حلقي لدرجة أنها كانت تمنعني أحياناً من الكلام، والحمد لله لم يشعر أحد بحالتي، وقد ذهبت إلى الطبيب وبين لي أن لساني وحلقي سليمين ولكن الأوجاع غير معروفة السبب، علماً أن ولد هذه المرأة يعاني من مشكلة في نطقه، ولقد أصبت بأمراض أخرى منها آلام في شفتي وأصبت مؤخراً بتوتر في وجهي، وكل هذه بدون سبب طبي، وأشك إلى درجة كبيرة أني مصاب بعينها، ولقد ساءت دراستي بسبب هذه الأوجاع بعد أن كنت من المتفوقين وأثرت هذه الأوجاع على بعض الجوانب من حياتي الاجتماعية، والأكثر من ذلك أنها تحاول أن تقربه إلي فتطلب منه المجيء إلى الشركة لأتكلم معه حيث تراني قدوة صالحة له، وهو يتصل معي دائماً وأتصل معه مواساة له ولأمه وأحتسب هذا الشيء عند الله تعالى، ولكن رغم معاملتي الجيدة معها ومع ولدها فقد حاولت بطبيعتها النمامة أن توقع العداوة بيني وبين زملائي في العمل، وقالت لي: إن فلاناً من الموظفين يقول عنك كذا وكذا.. وقد تبين لي أنه لم يحدث شيء مما قالته، وبصراحة أفكر كثيراً في أن أقطع علاقتي مع ولدها وأن أعاملها بشكل رسمي للغاية، ولكنني متردد خوفاً على مشاعرها ومشاعر ولدها، خاصة أنهما كما قلت من المصلين وعقيدتهما سليمة من أي نوع من أنواع الشرك رغم كرهي لهما.
فبماذا توجهونني، وهل ما أصابني من أوجاع يمكن أن يكون نتيجة حسدها لي، وكيف أتقي شر حسدها، وجزاكم الله خيراً.