جاءت تشتكي من صعوبة تعامل زوجها وقالت إنه مزاجي وعنيد وإنه لا يحبها ولكنها متعلقة به فهل تستمر في حياتها الزوجية أم لا؟
فقلت لها: من كلامك ووصفك اكتشفت أنك لا تعرفين نفسية الرجال وطريقتهم في التفكير والتعامل.
قالت: ربما ولكن كل ما ذكرته لك حقيقة.
فقلت لها: كلامك صحيح، ولكن أعتقد أن المشكلة عندك في سوء تشخيص زوجك وأنا متأكد لو سألنا زوجك الآن: هل تحب زوجتك؟ لقال لنا: نعم.
فقالت: نعم هو يقول لي إنه يحبني ولكني أنا أشك بذلك.
فقلت لها دعيني أشرح لك بعض صفات أغلب الرجال في العالم، وبعدها احكمي أنت على زوجك.
فقالت: تفضل.
قلت:
أولا: الرجل في الغالب يحب أن يكون مستقلا بتفكيره وحياته، ويحب ألا تتدخل المرأة في كل تفاصيل حياته وهذا أمر طبيعي في عالم الرجال، وأحيانا تقدمين له النصيحة فيرفضها لأنه لم يطلبها، والمرأة تفسر هذا بالغموض والغرور وتفسيرها غير صحيح.
ثانيا: يحب الرجل في كثير من الأحيان أن يقول كلمة (لا) لأن هذه الكلمة تعطيه معنى القوة، ففي كثير من الطلبات البسيطة بالنسبة لك يرفضها لك زوجك لأنه يريد أن يشعر بالقوة، ولو ناقشتِه بعدها لغير رأيه لأنه حقق ما يريد من فرض شخصيته وانتهي الأمر.
ثالثا: أكثر الرجال لا يحبون التغيير في حياتهم أو ملابسهم وخاصة عندما يأتي طلب التغيير من المرأة لأنه يشعرهم بالضعف وخاصة في بدايات الزواج.
رابعا: الرجل يحب الدخول في الموضوع مباشرة من غير مقدمات ولو تعاملت معه بخلاف ذلك فإنه يتجنب الحوار معك، فتظنين أنه لا يحب الحديث معك والحقيقة أنك لا تتحدثين معه بلغته.
خامسا: أغلب الرجال بصريون والشكل عندهم مهم ويبحثون عن الجمال دائما في الجسم والشعر والرائحة واللباس على خلاف النساء فهن سمعيات ويحببن الكلام والغزل والمدح أكثر فأعطه ما يحب حتي يعطيك ما تحبين.
سادسا: الرجل لا يحب المرأة التي لا تقدر قيمته أو مكانته وتتعامل معه بعدم احترام وخاصة لو كانت له مكانة اجتماعية فتجدينه يكثر الخروج من البيت لأنه يبحث عن مكان يكون فيه محترما ومقدرا.
سابعا: الرجل في الترتيب والتنظيم أسرع من المرأة فهو يحتاج لعشر دقائق حتى يكون جاهزا للخروج من المنزل، بينما المرأة تحتاج لوقت طويل فلهذا أكثر الرجال لا يخرجون مع زوجاتهم لأن إدارة الوقت عند المرأة مختلفة عن الرجل.
ثامنا: الرجل في الغالب كلامه يساوي ثلث كلام المرأة فعندما يختصر بكلامه فلا يعني أنه لا يحب الحديث معك وإنما هذه هي طبيعته.
تاسعا: الرجل في الغالب يركز على الهدف أو الصورة الكلية والمرأة تنشغل بالتفاصيل أكثر من انشغالها بالهدف؛ فالتسوق بالنسبة للرجل حاجة ليشتري ما يريد بينما في عالم المرأة فسحة وترفيه وتسلية ومتعة، وعند ركوب المرأة مع الرجل في السيارة يكون هو همه الوصول للمكان بينما هي تكون مستمتعة لأنها بقربه، وهذا الاختلاف طبيعي بين الاثنين.
عاشرا وأخيرا: فإن المرأة تحب أن تختبر وتقيم حب الرجل لها في كل يوم وبعض النساء في كل ساعة أو تصرف، بينما هو يكفيه موقف أو موقفان في السنة ليتأكد أنها تحبه، فالحب عند الرجل (قيمي) بمعنى أنه يقدم لها خدمة أو قيمة مثل المال أو شراء ما تحتاجه أو مساعدتها في حل مشكلة أو مساعدة أهلها، بينما الحب عند المرأة (كمي) يعني تريد الكثرة والعدد، فلا يشبعها أن يقدم لها الرجل باقة ورد مرة واحدة، وإنما تشعر بحبه لها لو قدم لها كل يوم وردة واحدة، أو اتصل وتواصل معها هاتفيا باليوم ثلاث أو أربع مرات.
فسكت بعد هذه العشرة.
فقالت: أنا أستمع إلى كلامك وكأنك تعيش معنا، فعلا زوجي مثل ما وصفت بالضبط.
قلت: أمسكي عليه فهو خير الرجال، فزوجك ليس عنيدا ولا مزاجيا ويحبك كثيرا ولكن بطريقته وليس بطريقتك