توفي الأربعاء 29/4/2009م الشيخ ولد عدود ويعتبر الشيخ محمد سالم ولد عدود المولود 1929 أحد أبرز العلماء الموريتانيين المعاصرين وقد عرف بموسوعيته العلمية فهو مرجع فقهي كبير وعالم باللغة العربية وفنونها العقلية والنقلية كما أنه راوية لأشعار العرب وأيامهم وأحد علماء السيرة ومحدثي بلاد شنقيط الذين تفاخر بحفظهم وذكائهم.
درس الشيخ العلامة محمد سالم ولد عدود الذي ينحدر من أسرة علمية عريقة العلوم الشرعية والعربية في محظرة والده العالم الجليل محمد عالي ولد عبد الودود وبعد إتمام دراساته اللغوية والشرعية أصبح أستاذاً في محظرة العائلة ومن ثم التحق في بداية الخمسينات بهيئة التدريس في معهد أبي تلميت الإسلامي الذي كان أول مؤسسة تعليمية معربة تعتمد طرق التدريس الحديثة.
ابتعث العلامة عدود في أوائل الستينيات ضمن بعثة من القضاة الشرعيين للتدريب في تونس وتخرج بشهادة لسانس في الحقوق سنة 1965 ويذكر الشيخ عدود في طرائفه ونكته أنه نظم القانون الدولي أثناء دراسته له هناك في تونس.
التحق الشيخ محمد سالم ولد عدود بسلك القضاء وتدرج في سلمه حتى عين على رأس المحكمة العليا سنة 1982 وفي سنة 1988 وفي بداية عهد الرئيس الأسبق ولد الطائع عين الشيخ وزيرا للثقافة والتوجه الإسلامي وظل في ذلك المنصب حتى سنة 1991 غداة تشكيل أول حكومة بعد التحول الديمقراطي.
عمل العلامة محمد سالم ولد عدود أستاذا في جامعة نواكشوط وفي المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وترأس المجلس الإسلامي الأعلى وهو هيئة دستورية تقدم الاستشارات الشرعية لرئيس الجمهورية كما ينص الدستور.
وقد كان عضواً في عدة منظمات إسلامية دولية مثل رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة و مجمع بحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) بالأردن والمجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي ، والمجمع الفقهي للمؤتمر الإسلامي ، و المجلس العلمي للأزهر ، والأكاديمية المغربية وشارك في عدة مؤتمرات إسلامية وعربية ممثلاً لموريتانيا في المحافل والمجامع الدولية.
في السنوات الأخيرة تفرغ عدود لمحظرته في قرية أم القرى ( 58 كلم) شرق العاصمة نواكشوط وترك العمل الرسمي باستثناء المحاضرات التي كان يلقيها في برنامجي روضة الصيام والسمر الرمضاني في الشهر الفضيل، خلال العقود الأخيرة وقد اكتسبت محظرته في العشرين عاماً الماضية شهرة عالمية بالإضافة لشهرتها المحلية حيث وفد إليها الطلاب من المغرب العربي والخليج وأفريقيا كما وفد إليها مسلمون جدد من أمريكا وأوربا.
ترك الشيخ العشرات من المؤلفات العلمية في الفقه واللغة مثل:
نظم في العقيدة الإسلامية على طريقة السلف قصيدة تتكون من أثنى عشر ألف بيت.
نظم مختصر خليل في الفقه المالكي يزيد على عشرة آلاف بيت .
نظم مصطلحات(فهارس وعناوين) تبصرة الحكام لابن فرحون في الفقه المالكي.
نظم العمدة لابن قدامة الحنبلي مع أدلته .
نظم "مجمل اعتقاد السلف" وهو نظم شامل بدأه بمسائل فقهيه (مائة ألف مسألة) على مذهب أهل المدينة كما اشتمل على الآداب والأخلاق الإسلامية .
له قصيدة في رثاء الشيخ ابن باز يعدد فيها مآثره.
وللشيخ دواوين شعرية لم تنشر بعد .
وبوفاة العلامة محمد سالم ولد عبد الودود تكون موريتانيا قد ودعت علماً بارزاً شكل طوال العقود الماضية منارة هادية لنشر العلوم الإسلامية والعربية وركنا من أركان الدعوة والفقه ظل ينشر العلم ويعلم الناس الخير لعدة عقود أحيا خلالها تاريخ الشناقطة الغابر كما كان سفير موريتانيا في العلم والأدب والمعرفة والدين والأخلاق إلى جميع أصقاع المعمورة كما يقول العديد من تلامذته ومحبيه.