الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله : ( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 94 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : يعتذر إليكم - أيها المؤمنون بالله - هؤلاء المتخلفون خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التاركون جهاد المشركين معكم من المنافقين بالأباطيل والكذب ، إذا رجعتم إليهم من سفركم وجهادكم " قل " لهم يا محمد ( لا تعتذروا لن نؤمن لكم ) يقول : لن نصدقكم على ما تقولون ( قد نبأنا الله من أخباركم ) يقول : قد أخبرنا الله من أخباركم ، وأعلمنا من أمركم ما قد علمنا به كذبكم ( وسيرى الله عملكم ورسوله ) يقول : وسيرى الله ورسوله فيما بعد عملكم ، أتتوبون من نفاقكم ، أم تقيمون عليه ؟ ( ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ) يقول : ثم ترجعون بعد مماتكم ( إلى عالم الغيب والشهادة ) يعني : الذي يعلم السر والعلانية ، الذي لا يخفى عليه بواطن أموركم [ ص: 425 ] وظواهرها ( فينبئكم بما كنتم تعملون ) فيخبركم بأعمالكم كلها سيئها وحسنها ، فيجازيكم بها : الحسن منها بالحسن ، والسيئ منها بالسيئ .

التالي السابق


الخدمات العلمية