الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ( 62 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قالت ثمود لصالح نبيهم : ( يا صالح قد كنت فينا مرجوا ) ، أي كنا نرجو أن تكون فينا سيدا قبل هذا القول الذي قلته لنا ، من أنه مالنا من إله غير الله ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) ، يقول : أتنهانا أن نعبد الآلهة التي كانت آباؤنا تعبدها ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ) [ ص: 370 ] ، يعنون أنهم لا يعلمون صحة ما يدعوهم إليه من توحيد الله ، وأن الألوهة لا تكون إلا له خالصا .

وقوله : ( مريب ) ، أي يوجب التهمة ، من "أربته فأنا أريبه إرابة" ، إذا فعلت به فعلا يوجب له الريبة ، ومنه قول الهذلي :


كنت إذا أتوته من غيب يشم عطفي ويبز ثوبي     كأنما أربته بريب



التالي السابق


الخدمات العلمية