فأما الواحد من الأمور فقولهم هذا أمر رضيته ، وأمر لا أرضاه . وفي المثل : " أمر ما أتى بك " . ومن ذلك في المثل : " لأمر ما يسود من يسود " . والأمر الذي هو نقيض النهي قولك افعل كذا . قال : يقال : لي عليك أمرة مطاعة ، أي : لي عليك أن آمرك مرة واحدة فتطيعني . قال الأصمعي : فلان يؤامر نفسيه ، أي : نفس تأمره بشيء ونفس تأمره بآخر . وقال : إنه لأمور بالمعروف ونهي عن المنكر ، من قوم أمر . ومن هذا الباب الإمرة والإمارة ، وصاحبها أمير ومؤمر . قال الكسائي : أمرت فلانا ، أي : جعلته أميرا . وأمرته وآمرته كلهن بمعنى واحد . قال ابن الأعرابي : أمر فلان على قومه : إذا صار [ ص: 138 ] أميرا . ومن هذا الباب الإمر الذي لا يزال يستأمر الناس وينتهي إلى أمرهم . قال ابن الأعرابي : الإمر الرجل الضعيف الرأي الأحمق الذي يسمع كلام هذا [ وكلام هذا ] فلا يدري بأي شيء يأخذ . قال : الأصمعي
ولست بذي رثية إمر إذا قيد مستكرها أصحبا
وتقول العرب : " إذا طلعت الشعرى سحرا ، ولم تر فيها مطرا ، فلا تلحقن فيها إمرة ولا إمرا " ، يقول : لا ترسل في إبلك رجلا لا عقل له .وأما النماء فقال الخليل : الأمر النماء والبركة وامرأة أمرة ، أي : مباركة على زوجها . وقد أمر الشيء أي كثر . وتقول العرب : " من قل ذل ، ومن أمر فل " ، أي : من كثر غلب . وتقول : أمر بنو فلان أمرة ، أي : كثروا وولدت نعمهم . قال لبيد :
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا يوما يصيروا للهلك والنفد
وأما المعلم والموعد فقال الخليل : الأمارة الموعد . قال العجاج :
إلى أمار وأمار مدتي
قال : الأمارة العلامة ، تقول اجعل بيني وبينك أمارة وأمارا . قال : الأصمعيإذا الشمس ذرت في البلاد فإنها أمارة تسليمي عليك فسلمي
بسواء مجمعة كأن أمارة فيها إذا برزت فنيق يخطر