" ثم يأتي
المشعر الحرام "
nindex.php?page=treesubj&link=3632المشعر الحرام بفتح الميم ، قال
الجوهري : وكسر الميم لغة ، وهو موضع معروف
بمزدلفة ، ويقال له
قزح ، وقد تقدم أن
المشعر الحرام وقزح من أسماء
المزدلفة ، فتكون
مزدلفة كلها سميت
بالمشعر الحرام ،
وقزح تسمية للكل باسم البعض ، كما سمي المكان كله
بدرا باسم ماء به ، ويقال له :
بدر .
" كما وقفتنا فيه "
الأفصح : وقفت الدابة والرجل بمعنى وقفتهما ، وكذا وقفت الوقف ، وحكى شيخنا - رحمه الله تعالى - : أوقفت في الجميع .
" وأريتنا إياه "
يجوز أريتنا إياه وأريتناه ، وهو الأفصح ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فسيكفيكهم الله [ البقرة : 137 ] وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أنلزمكموها [ هود : 28 ] وهي مسألة مقدرة في كتب النحو المطولة .
" كما وعدتنا "
الأكثر استعمال وعد في الخير وأوعد في الشر .
قال الشاعر :
وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
.
"
[ ص: 198 ] "
وحكى
قطرب في فعلت وأفعلت وعد وأوعد في الخير والشر ، فالذي جاء في الدعاء جاء على أفصح اللغتين .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فإذا أفضتم من عرفات "
أي : دفعتم قاله
ابن قتيبة .
" إلى غفور رحيم "
برفعهما على الحكاية ، حكاية قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199واستغفروا الله إن الله غفور رحيم [ البقرة : 198 ] والجار والمجرور في قوله : [ إلى غفور رحيم ] متعلق بمحذوف تقديره يقرأ إلى قوله : غفور رحيم و " إلى " داخل على قول مقدر محكي بعده المرفوع تقديره : يقرأ إلى قوله : غفور رحيم .
" إلى أن يسفر "
يقال سفر الصبح بمعنى أسفر ، لغة نقلها شيخنا - رحمه الله تعالى - أي : أضاء ، والضمير في يسفر للصبح ؛ لأنه قد تقدم ويجوز أن يكون للداعي .
" ثُمَّ يَأْتِي
الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ "
nindex.php?page=treesubj&link=3632الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ بِفَتْحِ الْمِيمِ ، قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَكَسْرُ الْمِيمِ لُغَةٌ ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ
بِمُزْدَلِفَةَ ، وَيُقَالُ لَهُ
قُزَحُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ
الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ وَقُزَحَ مِنْ أَسْمَاءِ
الْمُزْدَلِفَةِ ، فَتَكُونُ
مُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا سُمِّيَتْ
بِالْمُشْعِرِ الْحَرَامِ ،
وَقُزَحُ تَسْمِيَةٌ لِلْكُلِّ بِاسْمِ الْبَعْضِ ، كَمَا سُمِّيَ الْمَكَانُ كُلُّهُ
بَدْرًا بِاسْمِ مَاءٍ بِهِ ، وَيُقَالُ لَهُ :
بَدْرٌ .
" كَمَا وَقَفْتَنَا فِيهِ "
الْأَفْصَحُ : وَقَفْتُ الدَّابَّةَ وَالرَّجُلَ بِمَعْنَى وَقَّفْتُهُمَا ، وَكَذَا وَقَفْتُ الْوَقْفَ ، وَحَكَى شَيْخُنَا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - : أَوْقَفْتُ فِي الْجَمِيعِ .
" وَأَرَيْتَنَا إِيَّاهُ "
يَجُوزُ أَرَيْتَنَا إِيَّاهُ وَأَرَيْتَنَاهُ ، وَهُوَ الْأَفْصَحُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [ الْبَقَرَةِ : 137 ] وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=28أَنُلْزِمُكُمُوهَا [ هُودٍ : 28 ] وَهِيَ مَسْأَلَةٌ مُقَدَّرَةٌ فِي كُتُبِ النَّحْوِ الْمُطَوَّلَةِ .
" كَمَا وَعَدْتَنَا "
الْأَكْثَرُ اسْتِعْمَالُ وَعَدَ فِي الْخَيْرِ وَأَوْعَدَ فِي الشَّرِّ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ لَمُخْلِفٌ إِيعَادِي وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي
.
"
[ ص: 198 ] "
وَحَكَى
قُطْرُبٌ فِي فَعَلْتَ وَأَفْعَلْتَ وَعَدَ وَأَوْعَدَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، فَالَّذِي جَاءَ فِي الدُّعَاءِ جَاءَ عَلَى أَفْصَحِ اللُّغَتَيْنِ .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ "
أَيْ : دَفَعْتُمْ قَالَهُ
ابْنُ قُتَيْبَةَ .
" إِلَى غَفُورٌ رَحِيمٌ "
بِرَفْعِهِمَا عَلَى الْحِكَايَةِ ، حِكَايَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ الْبَقَرَةِ : 198 ] وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي قَوْلِهِ : [ إِلَى غَفُورٌ رَحِيمٌ ] مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ يُقْرَأُ إِلَى قَوْلِهِ : غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ " إِلَى " دَاخِلٌ عَلَى قَوْلٍ مُقَدَّرٍ مَحْكِيٍّ بَعْدَهُ الْمَرْفُوعُ تَقْدِيرُهُ : يُقْرَأُ إِلَى قَوْلِهِ : غَفُورٌ رَحِيمٌ .
" إِلَى أَنْ يُسْفِرَ "
يُقَالُ سَفَرَ الصُّبْحُ بِمَعْنَى أَسْفَرَ ، لُغَةٌ نَقَلَهَا شَيْخُنَا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَيْ : أَضَاءَ ، وَالضَّمِيرُ فِي يُسْفِرُ لِلصُّبْحِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلدَّاعِي .