[ القول في البغض ] .
فصل : وأما الفصل الثالث : في : فهو على ثلاثة أضرب : مستحب ، ومباح ومكروه . البغض
فأما المستحب : فهو بغضه لأهل المعاصي ، فيكون بغضه لهم طاعة يؤجر عليها لاختصاصه بحق الله تعالى .
وأما المباح : فهو ، فيكون السبب الباعث عليه من أمور الدنيا مباحا ، ولا يؤجر عليه ولا يؤثم به ، وهو فيه على عدالته وقبول شهادته ، ما لم يتجاوز البغض إلى غيره . بغضه لمن لوى حقه وتظاهر بعداوته
وأما المكروه : فهو ، أو علم ، أو صناعة ، فيكون البغض لهذا السبب مكروها لما فيه من التقاطع . بغضه لمن خالفه في نسب
[ ص: 202 ] فإن ألب عليه وتعصب فيه كان جرحا ترد به الشهادة ، وإن لم يتجاوز البغض إلى ما سواه كان على عدالته وقبول شهادته ، لأنه قد حمى نفسه من نتائج البغض .
فأما إن كان بغضه لغير سبب ، فإن كان خاصا في واحد بعينه ، لم ترد به شهادته ، لأنه لا يملك قلبه ، وإن كان عاما لكل أحد ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " شر الناس من يبغض الناس ويبغضونه " فيكون ذلك جرحا فيه ، فترد به شهادته لخروجه عن المأمور به من الألفة ، إلى المنهي عنه من التقاطع .