قال الماوردي : وهذا كما ذكر إذا ، لنصل بعقرها إلى قتلهم والظفر بهم : لأنهم ممتنعون بها في الطلب والهرب أكثر من امتناعهم بحصونهم وسلاحهم ، فصارت أذى لنا فجاز استهلاكها لأجل الأذى ، كما جاز استهلاك ما صال من البهائم ، وإن لم يجز استهلاك ما لم يصل ، وقد عقر قاتلونا على خيلهم جاز لنا أن نعقرها عليهم حنظلة بن الراهب فرس أبي سفيان بن حرب يوم أحد ، واستعلى عليه ليقتله فرآه ابن شعوب فبدر إلى حنظلة وهو يقول :
لأحمين صاحبي ونفسي بطعنة مثل شعاع الشمس
ثم طعن حنظلة فقتله ، واستنقذ أبا سفيان منه فخلص أبو سفيان وهو يقول :فما زال مهري مزجر الكلب منهم لدى غدوة حتى دانت لغروب
أقاتلهم وأدعي يال غالب وأدفعهم عني بركن صليب
ولو شئت نحتني كميت لحمرة ولم أحمل النغماء لابن شعوب
ولولا دفاعي يا ابن حرب ومشهدي لألفيت يوم النعف غير مجيب
ولولا مكري المهر بالنعف قرقرت ضباع عليه أو ضراء كليب