قال النزعتان من الرأس الشافعي رضي الله عنه : والنزعتان من الرأس . أما النزعتان فهما البياض الذي يستعلي في مقدم الرأس من جانبيه وهما من الرأس ، وقد ذهب قوم إلى أنهما من وجه لذهاب الشعر عنهما واتصال بشرة الوجه بهما واستشهدوا بقول الشاعر وهو هدبة بن خشرم :
ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
فأضاف النزعة إلى الوجه فعلم أنها منه وهذا خطأ .والدليل على أن النزعتين من الرأس دخولهما في حد الرأس وليس ذهاب الشعر عنهما بمخرج لهما من حكم الرأس .
كما أن الأجلح والأجله الذي قد ذهب الشعر من مقدم رأسه كله ، والأجلح الذي قد ذهب شعر ناصيته كله لا يخرج ذلك عن حكم الرأس وإن ذهب شعره كذلك الأنزع فهذا دليل ؛ ولأن الأغم هو الذي قد انحدر شعر رأسه في جبهته وكذلك الأنزع ، ثم لا يدل على أن ما انحدر في الجبهة من شعر الأغم والأنزع من شعر الرأس كذلك لا يدل على أن ما استعلى في الرأس من بياض الأنزع من الوجه فهذا دليل ؛ ولأن العرب مجمعة على أن النزعة من الرأس ، وذلك ظاهر في شعرهم قال الشاعر :
ليالي لوني واضح وذؤابتي غرابيب في رأس امرئ غير أنزعا
ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا أغم القفا والوجه ليس بأنزعا