فصل : فإذا ثبت أن الدعاء مسنون فكل جاز أن يدعو به في الصلاة دعاء جاز أن يدعو به في غير الصلاة
وقال أبو حنيفة : لا يجوز أن يدعو في الصلاة إلا ما ورد به القرآن تعلقا بقوله صلى الله عليه وسلم : ولأن ما لم يكن ذكرا لم تصح معه الصلاة كالكلام إن صلاتنا هذه لا يصح فيها شيء من كلام الآدميين إنما هي تكبير ، وقراءة ، وتسبيح
ودليلنا مع ما قدمنا ذكره من خبر ابن مسعود وأبي هريرة ما نذكر من الدعاء المروي فيه
روى جامع عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : وروى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد اللهم ألف بين قلوبنا ، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وروى كان يقول بعد التشهد : اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أخر يقول في التشهد والتسليم : " اللهم اغفر لي ما قدمت وأخرت وما أسررت وأعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ولأن كل دعاء ساغ في غير الصلاة ساغ في الصلاة كقوله : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ألا أعلمك كلمات تقولهن في كل صلاة اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك
[ ص: 140 ] فأما استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم إنما هي تكبير ، وقراءة ، وتسبيح فهو أنه جعل الصلاة ما ذكره ، والدعاء ليس من الصلاة ، وأما قياسهم على كلام الآدميين فليس الدعاء من كلام الآدميين ، وإنما هو ابتهال ورغبة فكان بالذكر أشبه