فصل : فأما فلا يختلف المذهب ، أنه يبني على اعتكافه سواء خرج من المسجد في حال جنونه أم لا ؛ لأن فعل المجنون كلا فعل فكان أسوأ حالا من الناسي ، وإنما لم يبطل اعتكافه بالجنون ؛ لأنه مغلوب على زوال عقله بأمر هو فيه معذور ، فصار كمن غلب على الخروج ، وكذلك لو أغمي عليه ، أو نام طول يومه كان على اعتكافه ، غير أن مدة الإغماء غير معتد بها ، ومدة النوم معتد بها ؛ لأن النائم كالمستيقظ في جريان الحكم عليه والله أعلم . إذا جن المعتكف ثم أفاق