الرابعة : اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة لا تعد ، قال الحازمي في كتاب " العجالة " : علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة ، كل [ ص: 46 ] نوع منها علم مستقل لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته .
وقد ذكر منها - وتبعه المصنف - خمسة وستين ، وقال : وليس ذلك بآخر الممكن في ذلك ، فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى إذ لا تحصى أحوال رواة الحديث ، وصفاتهم ، وأحوال متون الحديث ، وصفاتها ، وما من حالة منها ولا صفة إلا وهي بصدد أن تفرد بالذكر وأهلها ، فإذا هي نوع على حياله . اهـ . ابن الصلاح
قال شيخ الإسلام : وقد أخل بأنواع مستعملة عند أهل الحديث : منها القوي والجيد والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت والصالح .
ومنها في صفات الرواة أشياء كثيرة ، كمن اتفق اسم شيخه والراوي عنه ، وكمن اتفق اسمه واسم شيخه وشيخ شيخه أو اسمه واسم أبيه وجده ، أو اتفق اسمه وكنيته ، وغير ذلك .
واستدرك البلقيني في محاسن الاصطلاح خمسة أنواع أخر غير ما ذكر ، وسيأتي إلحاق كل ذلك إن شاء الله تعالى .
وقد ذكر أيضا أحكام أنواع في ضمن نوع مع إمكان إفرادها بالذكر ، كذكره في نوع المعضل أحكام المعلق والمعنعن ، وهما نوعان مستقلان أفردهما ابن جماعة ، وذكر الغريب والعزيز والمشهور والمتواتر في نوع واحد ، [ ص: 47 ] وهي أربعة ، ووقع له عكس ذلك ، وهو تعدد أنواع وهي متحدة ، والمصنف تابع له في كل ذلك ، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى . ابن الصلاح
وهذا حين الشروع في المقصود بعون الملك المعبود . فأقول :