الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
المدبج ورواية القرين : القرينان هما المتقاربان في السن والإسناد ، وربما اكتفى الحاكم بالإسناد ، فإن روى كل واحد منهما عن صاحبه كعائشة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي فهو المدبج
( النوع الثاني والأربعون : nindex.php?page=treesubj&link=29147المدبج ورواية القرين ) عن القرين .
ومن فوائد معرفة هذا النوع : أن لا يظن الزيادة في الإسناد أو إبدال عن بالواو .
( القرينان : هما المتقاربان في السن والإسناد ، وربما اكتفى الحاكم بالإسناد ) أي : بالتقارب فيه ، وإن لم يتقاربا في السن .
( فإن روى كل واحد منهما عن صاحبه كعائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) في الصحابة ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري وأبي الزبير [ ص: 717 ] في الأتباع ، ( ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ) في أتباعهم ( فهو المدبج ) - بضم الميم وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة وأخره جيم .
قال العراقي : وأول من سماه بذلك nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فيما أعلم .
قال : إلا أنه لم يقيده بكونهما قرينين ، بل كل اثنين روى كل منهما عن الآخر يسمى بذلك ، وإن كان أحدهما أكبر ، وذكر منه رواية النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكر ، وعمر ، nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة ، وروايتهم عنه ، ورواية عمر عن كعب ، وكعب عنه .
وبذلك يندفع اعتراض nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح على الحاكم في ذكره في هذا رواية أحمد عن عبد العزيز ، وعبد الرزاق عنه ; لأنه ماش على ما قاله شيخه ونقله عنه .
ثم وجه التسمية ، قال العراقي : لم أر من تعرض لها ، قال : إلا أن الظاهر أنه سمي به لحسنه ، لأنه لغة المزين ، والرواية كذلك إنما تقع لنكتة يعدل فيها عن العلو إلى المساواة أو النزول ، فيحصل للإسناد بذلك تزين .
قال : ويحتمل أن يكون سمي بذلك لنزول الإسناد ، فيكون ذما ، من قولهم رجل مدبج : قبيح الوجه والهامة ، حكاه صاحب المحكم .
وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني والمستملي : النزول شؤم .
[ ص: 718 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين : الإسناد النازل حدرة في الوجه .
قال : وفيه بعد ، والظاهر الأول .
قال : ويحتمل أن يقال : إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة شبها بالخدين ، إذ يقال لهما الديباجتان ، كما قاله الجوهري وغيره .
قال : وهذا المعنى متوجه على ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح والحاكم : إن nindex.php?page=treesubj&link=29147المدبج مختص بالقرينين .
وجزم بهذا المأخذ في شرح النخبة ، فإنه قال : لو nindex.php?page=treesubj&link=29147روى الشيخ عن تلميذه فهل يسمى مدبجا ؟ فيه بحث . والظاهر : لا ، لأنه من رواية الأكابر عن الأصاغر ، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه فيقتضي أن يكون مستويا من الجانبين .
أما رواية القرين عن قرينه من غير أن يعلم رواية الآخر عنه ، فلا يسمى مدبجا ، كرواية nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة بن قدامة عن nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، ولا يعلم لزهير رواية عنه .
وأما تمثيل nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح برواية التميمي عن nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر ، وقوله : ولا يعلم لمسعر رواية عنه .
[ ص: 719 ] فاعترض بأنه أيضا روى عنه ، فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في المدبج .
وتمثيل الحاكم برواية nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=16043وسليمان بن طرخان عن nindex.php?page=showalam&ids=15896رقبة بن مصقلة ، وقوله : لا أعلم لابن سعد ورقبة رواية عن يزيد وسليمان .
فاعترض أيضا بوجودها ، فرواية ابن سعد عن يزيد في صحيح مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ورواية رقبة عن سليمان في المدبج nindex.php?page=showalam&ids=14269للدارقطني .
لطيفة :
قد يجتمع جماعة من الأقران في حديث ، كما روى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل عن nindex.php?page=showalam&ids=11997أبي خيثمة زهير بن حرب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16526عبيد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن أبي بكر بن حفص ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : كن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذن من شعورهن حتى يكون كالوفرة .