[ ص: 467 ] 5993 حدثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال : حدثنا قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : حدثنا كهمس بن الحسن ، عن داود بن أبي هند قال : حدثنا عامر الشعبي عبد الله بن عمر ، عن أبيه بحديث الضب ، عمر بن الخطاب بني سليم قد صاد ضبا ، وجعله في كمه ، فذهب به إلى رحله ، فرأى جماعة ، فقال : على من هذه الجماعة ؟ فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه نبي ، فشق الناس ، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك ، ولا أبغض ، ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك ، فقتلتك ، فسررت بقتلك الناس جميعا . فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ؟ . ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : واللات والعزى لا آمنت بك ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أعرابي ، ما حملك على أن قلت ما قلت ، وقلت غير الحق ، ولم تكرم مجلسي ؟ فقال : وتكلمني أيضا ، استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واللات والعزى ، لا آمنت بك ، أو [ ص: 468 ] يؤمن بك هذا الضب ؟ فأخرج ضبا من كمه ، وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك . ، يفهمه القوم جميعا : لبيك وسعديك ، يا رسول رب العالمين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تعبد ؟ قال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه . قال : فمن أنا ، يا ضب ؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، قد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك . فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله حقا ، لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ، والله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ، ومن والدي ، وقد آمنت بك بشعري ، وبشري ، وداخلي ، وخارجي ، وسري ، وعلانيتي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ، ولا يعلى ، لا يقبله الله إلا بصلاة ، ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن . فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد ، وقل هو الله أحد فقال : يا رسول الله ، ما سمعت في البسيط ، ولا في الرجز أحسن من هذا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا كلام رب العالمين ، وليس بشعر ، إذا قرأت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ضب فتكلم الضب بكلام عربي مبين قل هو الله أحد مرة ، فكأنما قرأت ثلث القرآن ، وإذا قرأت : قل هو الله أحد مرتين ، فكأنما قرأت ثلثي القرآن ، وإذا قرأت : قل هو الله أحد ثلاث مرات ، فكأنما قرأت القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإله [ ص: 469 ] إلهنا ، يقبل اليسير ، ويعطي الجزيل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطوا الأعرابي ، فأعطوه حتى أبطروه ، فقام ، فقال : يا رسول الله ، إني أريد أن أعطيه ناقة أتقرب بها إلى الله دون البختي ، وفوق الأعرابي ، وهي عشراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد وصفت ما تعطي ، فأصف لك ما يعطيك الله جزاء ؟ قال : نعم . قال : لك ناقة من درة جوفاء ، قوائمها من زمرد أخضر ، وعنقها من زبرجد أصفر ، عليها هودج ، وعلى الهودج السندس ، والإستبرق ، تمر على الصراط كالبرق الخاطف . فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيه ألف أعرابي على ألف دابة ، بألف رمح ، وألف سيف ، فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نقاتل هذا الذي يكذب ، ويزعم أنه نبي . فقال الأعرابي : أشهد ألا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . قالوا له : صبوت ؟ قال : ما صبوت ؟ وحدثهم الحديث ، فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فتلقاهم بلا رداء ، فنزلوا عن ركابهم ، [ ص: 470 ] يقبلون ما ولوا منه ، وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فقالوا : مرنا بأمر يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : تكونون تحت راية عبد الرحمن بن عوف قال : فليس أحد من العرب آمن منهم ألف رجل جميعا ، غير بني سليم خالد بن الوليد
لم يرو هذا الحديث عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان في محفل من أصحابه ، إذ جاء رجل أعرابي من بهذا التمام إلا داود بن أبي هند ، ولا عن كهمس إلا كهمس معتمر ، تفرد به محمد بن عبد الأعلى .