آخر وطأة وطئها الله تعالى بوج
قالوا : رويتم أنه قال لأحد ابني ابنته : . والله إنكم لتجبنون وتبخلون ، وإنكم من ريحان الله ، وإن آخر وطأة وطئها الله ب " وج "
قال أبو محمد : ونحن نقول : إن لهذا الحديث مخرجا حسنا قد ذهب إليه بعض أهل النظر وبعض أهل الحديث ، قالوا : إن آخر ما أوقع الله - عز وجل - بالمشركين بالطائف وكانت آخر غزاة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ب " وج " ، و " وج " واد قبل الطائف ، وكان يذهب إلى هذا . سفيان بن عيينة
قال : وهو مثل قوله في [ ص: 310 ] دعائه : يوسف ، فتتابع القحط عليهم سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام . اللهم اشدد وطأتك على مضر ، وابعث عليهم سنين كسني
وتقول في الكلام : اشتدت وطأة السلطان على رعيته ، وقد وطئهم وطئا ثقيلا ووطء المقيد قال الشاعر :
ووطئتنا وطأ على حنق وطء المقيد ثابت الهرم
والمقيد أثقل شيء وطئا ؛ لأنه يرسف في قيده فيضع رجليه معا ، والهرم نبت ضعيف ، فإذا وطئه كسره وفته ، وهذا المذهب بعيد من الاستكراه قريب من القلوب غير أني لا أقضي به على مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأني قرأت في الإنجيل الصحيح أن المسيح - عليه السلام - قال للحواريين : " ألم تسمعوا أنه قيل للأولين لا تكذبوا إذا حلفتم بالله تعالى ، ولكن اصدقوا ، وأنا أقول لكم : لا تحلفوا بشيء ، لا بالسماء فإنها كرسي الله تعالى ، ولا بالأرض فإنها موطئ قدميه ، ولا بأورشليم بيت المقدس فإنها مدينة الملك الأكبر ، ولا تحلف برأسك فإنك لا تستطيع أن تزيد فيه شعرة سوداء ، ولا بيضاء ، ولكن ليكن قولكم نعم نعم ، ولا لا ، وما كان سوى ذلك فإنه من الشيطان " .
قال أبو محمد : هذا مع حديث حدثنيه يزيد بن عمرو قال : حدثنا [ ص: 311 ] قال : حدثنا عبد الله بن الزبير المكي عبد الله بن الحارث ، عن عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، كعب قال : ( إن وجا مقدس منه عرج الرب إلى السماء يوم قضاء خلق الأرض ) .