[ ص: 471 ] 61 - قالوا : حديثان في الحج متناقضان

قالوا : رويتم عن nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل بن علية ، عن أيوب قال : قال لي nindex.php?page=showalam&ids=12531عبد الله بن أبي مليكة حدثني القاسم ، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : أهللت بحج .

قال : عبد الله : وحدثني عروة أنها قالت : أهللت بعمرة .

قال أبو محمد : ونحن نقول : إن لهذين الحديثين مخرجا ، إن لم يكن وقع فيه غلط من القاسم 55 أو عروة ، وذلك nindex.php?page=hadith&LINKID=949993أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدموا مكة وقد لبوا بالحج ، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يطوفوا ويسعوا ثم يحلوا ويجعلوها عمرة ، فحل القوم وتمتعوا ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لولا أن معي الهدي لحللت .

[ ص: 472 ] وكان أبو ذر يقول : إن هذا من nindex.php?page=treesubj&link=25521فسخ الحج لهم خاصة . وإليه ذهب كثير من الفقهاء .

فيجوز أن تكون عائشة - رضي الله عنها - أهلت أولا بالحج فقالت للقاسم : إني أهللت بالحج ، ثم فسخته وجعلته عمرة وقالت لعروة إني أهللت بعمرة وهي صادقة في الأمرين ؛ لأن الحج الذي أهلت به صار عمرة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 471 ] 61 - قَالُوا : حَدِيثَانِ فِي الْحَجِّ مُتَنَاقِضَانِ

قَالُوا : رُوِّيتُمْ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=13382إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : قَالَ لِي nindex.php?page=showalam&ids=12531عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ ، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ : أَهْلَلْتُ بِحَجٍّ .

قَالَ : عَبْدُ اللَّهِ : وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّهَا قَالَتْ : أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ .

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَنَحْنُ نَقُولُ : إِنَّ لِهَذَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ مَخْرَجًا ، إِنْ لَمْ يَكُنْ وَقَعَ فِيهِ غَلَطٌ مِنَ الْقَاسِمِ 55 أَوْ عُرْوَةَ ، وَذَلِكَ nindex.php?page=hadith&LINKID=949993أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمُوا مَكَّةَ وَقَدْ لَبَّوْا بِالْحَجِّ ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَطُوفُوا وَيَسْعَوْا ثُمَّ يُحِلُّوا وَيَجْعَلُوهَا عُمْرَةً ، فَحَلَّ الْقَوْمُ وَتَمَتَّعُوا ، وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَوْلَا أَنَّ مَعِيَ الْهَدْيُ لَحَلَلْتُ .

[ ص: 472 ] وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا مِنْ nindex.php?page=treesubj&link=25521فَسْخِ الْحَجِّ لَهُمْ خَاصَّةً . وَإِلَيْهِ ذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ .

فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَهَلَّتْ أَوَّلًا بِالْحَجِّ فَقَالَتْ لِلْقَاسِمِ : إِنِّي أَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ ، ثُمَّ فَسَخَتْهُ وَجَعَلَتْهُ عُمْرَةً وَقَالَتْ لِعُرْوَةَ إِنِّي أَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ وَهِيَ صَادِقَةٌ فِي الْأَمْرَيْنِ ؛ لِأَنَّ الْحَجَّ الَّذِي أَهَلَّتْ بِهِ صَارَ عُمْرَةً بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .