( كذلك ) غدر ( فقتله غيلة ( في ) شهر رمضان من العام ( الأربعين ) من الهجرة ، بعلي ) هو ابن أبي طالب ، عبد الرحمن بن ملجم المرادي أحد الخوارج ممن كان من [ ص: 324 ] أهل القرآن والفقه وفرسان قومه المعدودين بمصر ، وكونه عابدا قانتا لله من شيعة علي ، لكنه بفتقه في الإسلام هذا الفتق العظيم الذي زعم به التقرب إلى الله تعالى ختم له بشر ، وهو ( ذو الشقاء الأزلي ) أي : القديم الذي لم يزل ، بل هو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من حديث بقوله مخاطبا عمار بن ياسر لعلي : ( ) . يعني لحيته . أشقى الناس الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذا ، ووضع يده على رأسه ، حتى تخضب هذه
وروي نحوه عن صهيب ، بل يروى أنه حين دعا علي الناس إلى البيعة جاء ليبايع ; فرده علي ، ثم جاء فرده ، ثم جاء فبايعه ، فقال علي : ما يحبس أشقاها ، أما والذي نفسي بيده لتخضبن هذه . وأخذ بلحيته من هذه وأخذ برأسه ، واختلف في أي وقت كان قتله من الشهر المذكور ، فقيل : لإحدى عشرة خلت منه . حكاه ، وقيل : في ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت منه ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، وقال ابن عبد البر : في يوم الجمعة لسبع عشرة خلت منه . وقال ابن إسحاق : في ليلة الجمعة المذكورة ، فمات غداة اليوم ، وبه جزم ابن حبان الذهبي في ( العبر ) .
وقال : ضرب يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت منه . وقال أبو الطفيل ابن الجوزي والشعبي : إنه ضرب لثمان عشرة ليلة خلت منه ، وقبض في أول ليلة من العشر الأواخر منه . وقال وزيد بن ثابت : لإحدى عشرة بقيت منه . وقال الفلاس : قتل ليلة إحدى وعشرين ، فبقي الجمعة والسبت ومات ليلة الأحد . وقيل : مات يوم الأحد . وشذ ابن أبي شيبة ابن زبر فقال : إنه قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت منه ، سنة تسع وثلاثين ; ولذا قال المصنف : إنه وهم لم أر من تابعه عليه . وكذا اختلف في فقيل : في قصر الإمارة أو في محل دفنه رحبة الكوفة أو بنجف الحيرة أو غير ذلك . وجزم الصغاني ومن تبعه بأنه قتل بالكوفة ، ودفن عند مسجد الجماعة عند باب كندة في [ ص: 325 ] الرحبة ، بل قيل : إنه جهل موضع قبره ، وقتل أولاده بعد ذلك قاتله في شهر رمضان سنة أربع وأربعين فقطعت أربعته ولسانه وسملت عيناه ثم أحرق .