[ ذكر العبادلة والآخذون عنهم ] والخامسة : في . ( وهو ) ; أي : البحر بيان من يطلق عليه العبادلة منهم دون سائر من اسمه عبد الله ، ( ابن عباس وابن عمرا ) عبد الله ، ( وابن الزبير ) عبد الله ، ( وابن عمرو ) بن العاص ; عبد الله ، ( قد جرى عليهم بالشهرة ) المستفيضة ( العبادله ) فيما قاله الإمام أحمد . وقال : ( ليس ) من جرى عليه ذلك ( ، وإن جعله ابن مسعود ) عبد الله الثعلبي في تفسير : ( تغرب في عين حمئة ) من تفسيره خامسا لهم . وكذا هو في ( شرح الكافية ) لابن الحاجب ; لأنه كما قال البيهقي تقدم موته ، والآخرون عاشوا حتى احتيج إلى علمهم ، فكانوا إذا اجتمعوا على شيء قيل : هذا قول العبادلة .
قال : ( ولا من شاكله ) أيضا ; أي : ابن الصلاح في التسمية بعبد الله ، وهم نحو مائتين وعشرين نفسا ، أو نحو ثلاثمائة فيما قاله المصنف ، بل يزيدون على ذلك بكثير . ولو ترتب على الحصر فائدة لحققته . ابن مسعود
[ ص: 106 ] ووقع كما رأيته في عبد من ( الصحاح ) للجوهري ذكر بدل ابن مسعود ابن الزبير ، وذكر في الألف اللينة في هاء منه أيضا ابن الزبير مع ابن عمر مقتصرا عليهم . وكذا عدهم وابن عباس الرافعي في الديات من ( الشرح الكبير ) ، في ( المفصل ) ، والزمخشري والعلاء عبد العزيز البخاري شارح البزدوي من الحنفية أيضا ثلاثة ، لكن عينوهم بابن مسعود وابن عمر . زاد الأخير منهم أن ذلك في التحقيق ، قال : وعند المحدثين : وابن عباس ابن الزبير بدل . وممن عد ابن مسعود أيضا ابن مسعود أبو الحسين بن أبي الربيع القرشي ، حكاه القاسم التجيبي في فوائد رحلته . ومن المتأخرين ابن هشام في ( التوضيح ) وفي الحج من الهداية للحنفية : ( قال العبادلة وابن الزبير : أشهر الحج ; شوال . . . ) . فعطف ابن الزبير عليهم . والأول هو المعتمد المشهور بين المحدثين وغيرهم .
السادسة : ولو قدمت مع التي تليها على التي قبلها لكان أنسب في المتبوعين منهم . ( وهو ) ; أي : ، ( ابن مسعود ، ( وزيد ) هو ابن ثابت لهم ) رضي الله عنهم ( في الفقه أتباع ) وأصحاب ( يرون ) في عملهم وفتياهم ( قولهم ) كما صرح به وابن عباس حاصرا لذلك فيهم ، وعبارته : انتهى علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأحكام إلى ثلاثة ممن أخذ عنهم العلم ، وذكرهم . فهم كالمقلدين ، وأتباعهم كالمقلدين لهم . ابن المديني
[ ص: 107 ] ( و ) السابعة : ( قال أحد أجلاء التابعين : ( انتهى العلم ) الذي كان عند أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( إلى ستة ) أنفس ( أصحاب ) أيضا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ( كبار نبلا مسروق ) ابن الأجدع الهمداني الكوفي ، و ( زيد ) هو ابن ثابت ، ( مع أبي الدرداء ) عويمر ، و ( أبي ) بن كعب ، و ( عمر ) بن الخطاب ( مع عبد الله ) بن مسعود رضي الله عنهم . ( ثم انتهى ) ; أي : وصل ما عند هؤلاء الستة من علم ( لذين ) ; أي : للأخيرين منهم ، وهما علي ) بن أبي طالب علي . هكذا رواه بعضهم عن وابن مسعود مسروق . ولكن ( البعض ) ممن رواه عنه أيضا ، هو ، ( جعل ) الشعبي عن أبا موسى ( الأشعري أبي الدردا ) بالقصر ( بدل ) بالوقف على لغة ربيعة . بل وجاء كذلك عن نفسه ، لكن بلفظ : كان العلم يؤخذ عن ستة من الصحابة ، وذكرهم ، ثم قال : وكان الشعبي عمر وابن مسعود وزيد يشبه علم بعضهم بعضا ، وكان يقتبس بعضهم من بعض ، وكان علي والأشعري وأبي يشبه علم بعضهم بعضا ، وكان يقتبس بعضهم من بعض .
ولا يخدش فيما تقدم كون كل من زيد وأبي موسى تأخرت وفاته عن ابن مسعود وعلي ; لأنه لا مانع من انتهاء علم شخص إلى آخر مع بقاء الأول . وأيضا فقد قال شيخنا فيما نقل عنه : إن عليا كانا مع وابن مسعود مسروق بالكوفة ، فانتهاء العلم إليهما بمعنى أن عمدة أهل الكوفة في معرفة علم الأربعة المذكورين عليهما .