ومنه ذو نقص بقطع السلسله
) ; إما في أوله أو وسطه أو آخره . وله [ ص: 43 ] أمثلة ( كـ ) حديث : ( عبد الله بن عمرو بن العاص ) المسلسل بـ ( أولية ) وقعت لجل رواته ; حيث كان أول حديث سمعه كل واحد منهم من شيخه ; فإنه إنما يصح التسلسل فيه إلى الراحمون يرحمهم الرحمن خاصة ، وانقطع فيمن فوقه على المعتمد . ابن عيينة( وبعض ) من الرواة قد ( وصله ) إلى آخره ; إما غلطا كما أشار إليه ; حيث أورد الحديث في بعض تخاريجه متصل السلسلة ، وقال عقبه : إنه غريب جدا ، وفي موضع آخر : إنه منكر . ابن الصلاح وأبو طاهر ، يعني : ابن محمش ، راويه فمن فوقه لا مطعن فيهم ، ومع ذلك فأحسب أو أبت أن هذا سهو أو خطأ صدر من بعضهم عن قلة معرفة بهذه الصناعة ، فليس يصح تسلسله بكماله من وجه ما . وإما كذبا ; كأبي المظفر محمد بن علي الطبري الشيباني ; حيث وصله ، وتواقح فأرخ سماع له من ابن عيينة عمرو في سنة ثلاثين ومائة . وافتضح ; فإن عمرا مات قبل ذلك إجماعا ، وأرخ سماع عمرو أيضا له من أبي قابوس سنة ثمانين ، ولم يتابع على ذلك ، ولا على أشياء انفرد بها فيه غير ذلك ، بحيث جزم غير واحد من الحفاظ باتهامه به ، لا سيما وقد رواه وغيره عن [ ص: 44 ] شيخه فيه بدون ما أتى به ، بل كالناس . وقد سلسله بعضهم إلى الصحابي فقط ، وبعضهم إلى التابعي فقط . وكل ذلك باطل وقع عمدا من راويه أو سهوا ، كما بينته واضحا في أول المتبائنات التي أفردتها من حديثي . ابن عساكر
وقد جمع طرق هذا الحديث الحافظ الذهبي في جزء سمعناه ، سماه ( العذب السلسل في الحديث المسلسل ) ، وكذا التقي السبكي ، ومن قبلهما ابن الصلاح ومنصور بن سليم فآخرون . وأبو القاسم السمرقندي
ومن المسلسلات الناقصة ما اجتمع في روايته ثمانية في نسق اسمهم زيد ، أو سبعة أو ستة من التابعين ، أو ست فواطم ، أو خمسة كنيتهم أبو القاسم ، أو أبو بكر ، أو اسمهم محمد بن عبد الواحد أو أحمد أو خلف ، أو صحابة ، أو أربعة اسمهم إبراهيم أو إسماعيل أو علي أو سليمان ، أو صحابيات ، أو إخوة من التابعين ، أو حنفيون ، أو ثلاثة من الأئمة المتبوعين ، أو اسمهم أبان أو أسامة أو إسحاق أو خالد أو عمران أو خولان ، أو اثنان كل منهما اسمه الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد ، أو اسمه نصر بن علي أو عثام بن علي ، في أشباه لذلك ، كأن يتوالى في رواته بصريون أو مدنيون أو مغربيون أو مالكيون أو حنبليون أو ظاهريون أو عدة نسوة ; كما وقع في أبي داود من حديث ، عن مسلم بن إبراهيم غيطة ابنة عمرو أم عمرو المجاشية ، عن عمتها أم الحسن ، عن جدتها ، عن عائشة ، أن هند ابنة عتبة قالت : ( ) الحديث . يا نبي الله ، بايعني
أو المزكوم ، عن الزمن ، عن المفلوج ، عن الأثرم ، عن الأحدب ، عن الأصم ، عن الضرير ، عن الأعمش ، [ ص: 45 ] عن الأعور ، عن الأعرج ، عن الأعمى ; كما أورده بخصوصه ابن ناصر الدين والكتاني . وفي نزهة الحفاظ مما أشرت إليه وأشباهه الكثير ، ولكن جل الغرض هنا إنما هو فيما تسلسل من ابتدائه إلى انتهائه . لأبي موسى المديني
وقد اعتنى التاج السبكي في طبقات الشافعية له بإيراد ما لعله يقع له من حديث المترجمين بأسانيده ، وربما يتوالى عنده من ذلك عدة فقهاء . وكذا الصلاح الأقفهسي في مطلق الفقهاء ، وأتى من ذلك بما هو مؤذن بكثرة اطلاعه وسعة روايته ، ولكنه مات قبل تهذيبه وتبييضه . بل أفرد بعض المتأخرين من المسلسلات الناقصة ما اشترك جماعة من رجال سنده في فقه أو بلد أو إقليم أو غيرها بنوع سوى ما يشبهه من توالي عدة من الصحابة أو التابعين مما أفرده أيضا بنوعين ، كما سأذكره في الأقران إن شاء الله ، وكأن من فائدته معرفة مخرج الحديث ، وتعيين ما لعله يقع من الرواة مهملا ، وفي الفقهاء بخصوصهم الترجيح له على ما عارضه من ليس سنده متصفا بذلك . وشيخنا منه ما توالى فيه راويان فأكثر ، اشتركوا في التسمية ، ومثل له بعمران ثلاثة : الأول : القصير ، والثاني : ، والثالث : أبو رجاء العطاردي ابن حصين الصحابي . وبسليمان ثلاثة أيضا : الأول : ، والثاني : ابن أحمد الطبراني ابن أحمد الواسطي ، والثالث : ابن عبد الرحمن الدمشقي المعروف بابن بنت شرحبيل .
وفائدته : دفع توهم الغلط حيث وقع إهمالهم أو بعضهم . وقد يكون بين متفقي الاسم واسطة ; كالبخاري وعبد ، روى كل منهما عن مسلم ، وعن كل [ ص: 46 ] منهما مسلم ، فشيخهما ، والراوي عنهما مسلم بن إبراهيم الفراهيدي البصري صاحب ( الصحيح ) . مسلم بن الحجاج القشيري روى عن ويحيى بن أبي كثير هشام ، وعنه هشام ، فالأول ابن عروة وهو من أقرانه ، والتلميذ . ابن أبي عبد الله الدستوائي عن وابن جريج هشام ، وعنه هشام ، فالأعلى ابن عروة ، والأدنى ابن يوسف الصنعاني . عن والحكم بن عتيبة ، وعنه ابن أبي ليلى ، فالأعلى ابن أبي ليلى عبد الرحمن ، والأدنى محمد بن عبد الرحمن المذكور في أمثلة كثيرة . وفائدته رفع اللبس عمن يظن أن فيه تكرارا أو انقلابا .
ولذا أفرده شيخنا ، بل أفرد من اتفق اسمه واسم أبيه وجده ; كالحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، قال : وقد يقع أكثر من ذلك ، وهو من فروع المسلسل .
قال : وقد يتفق الاسم واسم الأب فصاعدا مع الاسم واسم الأب ; ، هو كأبي اليمن الكندي . قال : ويتأكد الاشتباه إذا كان كل من الحفيد والجد له رواية ; زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن كنصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان الجهضمي شيخ الأئمة الستة ، فجده أيضا ممن أخرج له أصحاب السنن الأربعة ، ويقال للحفيد : ، وله هو : الجهضمي الصغير . ومنه الجهضمي الكبير عثام بن علي بن عثام بن علي ، كما سيأتي في المؤتلف .
قال : وقد يقع - أي : الاتفاق - بين الراوي وشيخه في الاسم أو اسم الأب ، يعني وكذا الجد وجد الأب ; كأبي العلاء الهمذاني العطار ، مشهور بالرواية عن ، وكل منهما اسمه أبي علي الأصبهاني الحداد الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد ، فاتفقا في ذلك ، وافترقا في الكنية والنسبة إلى البلد والصناعة . فاجتمع مما أوردته عدة أنواع لم يذكرها ، ولا أكثر أتباعه . ابن الصلاح