الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4969 - وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10359163الراحمون يرحمهم الرحمن ، nindex.php?page=treesubj&link=19959ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " . رواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي .
4969 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) : بالواو ( رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=10365650الراحمون يرحمهم الرحمن ) : لأنهم مظاهره ، ومتخلقون بأخلاقه ( ارحموا من في الأرض ) : قال الطيبي : أتى بصيغة العموم ; ليشمل جميع أصناف الخلق فيرحم البر والفاجر والناطق والبهم والوحوش والطير اهـ . وفيه إشارة إلى أن إيراد ( من ) لتغليب ذوي العقول لشرفهم على غيرهم أو للمشاكلة المقابلة بقوله : ( يرحمكم من في السماء ) : وهو مجزوم على جواب الأمر ، وفي نسخة بالرفع أي : من ملكه الواسع وقدرته الباهرة في السماء ، أو من أمره نافذ في السماء والأرض ، فهو من باب الاكتفاء ، وخص السماء بالذكر تشريفا أو لأن الأرض تفهم بالأولى ، أو لأن السماء محيطة بها وهي كحلقة بجنبها في وسطها فلا تذكر معها ; لحقارتها ، وقيل : المراد من سكن فيها وهم الملائكة ، فإنهم يستغفرون للذين آمنوا ويقولون : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=7ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا الآية .
قال المظهر : اختلف في المراد بقوله : من في السماء ، فقيل : هو الله سبحانه أي : ارحموا من في الأرض شفقة يرحمكم من في السماء تفضلا ، وتقدير الكلام يرحمكم من في السماء ملكه وقدرته ، وإنما نسب إلى السماء ; لأنها أوسع وأعظم من الأرض ، أو لعلوها وارتفاعها ، أو لأنها قبلة الدعاء ومكان الأرواح القدسية الطاهرة ، وقيل : المراد منه الملائكة أي : يحفظكم الملائكة من الأعداء والمؤذيات ، بأمر الله ويستغفروا لكم الرحمة من الله الكريم . قلت : المعنى الأول هو المدار عليه كما أشار صدر الحديث إليه ، ولأن رحمة الملائكة فرع رحمته تعالى . ( رواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ) : وزاد فيه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365651الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه " وقال : حسن صحيح اهـ . كلام nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي . وهذا هو الحديث المسلسل بالأولية ذكره ميرك وبينا طريقه في بحث المسلسل من شرحنا على شرح النخبة . وفي الجامع الصغير : رواه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم عن ابن عمر ، وزاد أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم : والرحم إلخ .