الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4186 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10364043كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران نجني الكباث ، فقال : nindex.php?page=treesubj&link=33226عليكم بالأسود منه ، لأنه أطيب " ، فقيل : أكنت ترعى الغنم ؟ ، قال : نعم ، وهل من نبي إلا رعاها ؟ " . متفق عليه .
4186 - ( وعن جابر - رضي الله عنه - قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران ) : بفتح الميم وكسر الراء ، ثم بفتح الظاء وسكون الهاء اسم موضع قرب مكة ، ( نجني الكباث ) : بفتح الكاف وموحدة مخففة ، ثم ألف ، ثم مثلثة ، النضيج من تمر الأراك ( فقال : عليكم بالأسود منه ) : أي nindex.php?page=treesubj&link=33226اقصدوا ما كان أسود منه ( فإنه أطيب ) : أي أكثر لذة وأزيد منفعة ( فقيل : أكنت ترعى الغنم ؟ ) : أي حتى تعرف الأطيب من غيره ، فإن الراعي لكثرة تردده في الصحراء تحت الأشجار يكون أعرف من غيره . ( قال : نعم ، وهل من نبي إلا رعاها ؟ ) : قال الخطابي : يريد أن الله تعالى لم يضع النبوة في أبناء الدنيا وملوكها ، ولكن في رعاء الشاء ، وأهل التواضع من أصحاب الحرف ، كما روي أن أيوب كان خياطا ، وزكريا كان نجارا ، وقد قص الله تعالى من نبأ موسى وكونه أجيرا لشعيب في رعي الغنم ما قص . قلت : ولعل الحكمة أنهم غذوا بالحلال وعملوا بالصالح من الأعمال ، كما قال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ثم في رعي الغنم زيادة على الكسب الطيب التفرد والعزلة عن الناس ، والخلوة ، والجلوة مع الرب والاستئناس . وفي شرح مسلم للنووي قالوا : والحكمة في رعي الأنبياء للغنم أن يأخذوا أنفسهم بالتواضع . بمؤانسة الضعفاء ، وتصفى قلوبهم بالخلوة ، ويترقوا من سياستها بالنصيحة إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة . وروى الشيخ أبو القاسم في التجبر أن الله تعالى أوحى إلى موسى - عليه السلام - فقال له . أتدري لم رزقتك النبوة ؟ ، فقال : يا رب أنت أعلم به ، فقال : تذكر اليوم الذي كنت ترعى الغنم بالموضع الفلاني ، فهربت شاة فغدوت خلفها ، فلما لحقتها لم تضرها ، وقلت : أتعبتني وأتعبت نفسك ، فحين رأيت منك تلك الشفقة على ذلك الحيوان رزقتك النبوة اهـ . وفي رواية : أنه حملها على كتفه وردها إلى موضعها ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10364044فالراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10364045ومن تواضع لله رفعه . ( متفق عليه ) .