باب الصلح
الفصل الأول
4042 - عن رضي الله عنه ، المسور بن مخرمة رضي الله عنهم قالا : ومروان بن الحكم الحديبية في عام من أصحابه ، بضع عشرة مائة ذا الحليفة ، قلد الهدي ، وأشعر ، وأحرم منها بعمرة ، وسار حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها ، بركت به راحلته ، فقال الناس : حل حل ، خلأت القصواء فقال النبي : ( ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ) ثم قال : ( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ) ، ثم زجرها ، فوثبت ، فعدل عنهم ، حتى نزل بأقصى فلما أتى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا ، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه ، حتى صدروا عنه ، فبينا هم كذلك ، إذ جاء وشكي إلى رسول صلى الله عليه وسلم العطش ، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله مازال يجيش لهم بالري بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر في خزاعة ، ثم أتاه عروة بن مسعود وساق الحديث إلى أن قال : إذ جاء سهيل بن عمرو ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكتب محمد رسول الله ) . فقال هذا ما قاضى عليه سهيل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لرسول الله وإن كذبتموني " . اكتب : محمد بن عبد الله ) فقال سهيل : وعلى أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته . فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ) ثم جاء نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى : ( قوموا فانحروا ، ثم احلقوا ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ) الآية فنهاهم الله تعالى أن يردوهن ، وأمرهم أن يردوا الصداق ، ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فدفعه إلى الرجلين فخرجا به ، حتى إذا بلغا ذا الحليفة . نزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين : والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا ، أرني أنظر إليه . فأمكنه منه ، فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأى هذا ذعرا ؟ ) فقال : قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول . فجاء أبو بصير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد ) فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، قال : وانفلت ، فلحق أبو جندل بن سهيل بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها ، فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم . فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم . رواه خرج النبي صلى الله عليه وسلم ، البخاري .