الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3248 - وعن أنس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10362227nindex.php?page=treesubj&link=31071_12022آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه شهرا وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة تسعا وعشرين ليلة ثم نزل فقالوا : يا رسول الله آليت شهرا فقال : إن الشهر يكون تسعا وعشرين . رواه البخاري .
3248 - ( عن أنس قال آلى ) : بالمد أي nindex.php?page=treesubj&link=31071_12022حلف ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم من نسائه ) : أي : على أزواجه ( من أن يدخل عليهن شهرا ) : وعداه بمن لتضمينه إياه معنى الامتناع من الدخول . قال في الأزهار : وليس هو من الإيلاء المشهور .
قال الطيبي - رحمه الله - : للإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يسمى إيلاء دونها ( وكانت انفكت رجله ) : أي [ ص: 2122 ] انفرجت وزالت من المفصل ، والانفكاك الزوال والانفساخ ، قيل : كأنها انفرجت من طول القيام ، وقيل : كان - صلى الله عليه وسلم - سقط عن فرسه فخرج عظم رجله من موضعه ، قال الطيبي : والانفكاك ضرب من الوهن والخلع ، وهو أن ينفك بعض أجزائها عن بعض ( فأقام في مشربة ) : بفتح الميم وضم الراء ويفتح ، أي في غرفة ، قال الطيبي : المشربة بالضم والفتح الغرفة ، وبالفتح الموضع الذي يشرب منه كالمشرعة ( تسعا وعشرين ليلة ثم نزل ) : أي : من الغرفة إليهن ( قالوا : يا رسول الله آليت شهرا فقال : إن الشهر يكون ) : أي : قد يكون ( تسعا وعشرين ) : ولعل ذلك الشهر كان تسعا وعشرين ولذلك اقتصر عليه ثم نزل بعده .
في شرح السنة هذا إذا عين شهرا ، فقال : لله علي أن أصوم شهر كذا فخرج ناقصا لا يلزمه سوى ذلك فإن لم يعين فقال : لله علي صوم شهر يلزمه صوم ثلاثين يوما . ( رواه البخاري ) : قال البغوي : في قوله تعالى جل شأنه ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=28ياأيها النبي قل لأزواجك ) الآية ، إن nindex.php?page=hadith&LINKID=10362228نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - سألنه من عرض الدنيا شيئا وطلبن منه زيادة في النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض ، فهجرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآلى أن لا يقربهن شهرا ، ولم يخرج إلى أصحابه فقالوا ما شأنه وكانوا يقولون : طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ، فقال عمر : لأعلمن لكم شأنه قال : فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله أطلقتهن ؟ قال : لا ، قلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون يقولون طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه فأنزل فأخبرهم بأنك لم تطلقهن ، قال : نعم إن شئت ، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ، وأنزل الله nindex.php?page=treesubj&link=23662آية التخيير ، ثم ذكر البغوي بإسناده في المعالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : فأخبرني عروة nindex.php?page=hadith&LINKID=10362229عن عائشة - رضي الله عنها قالت : فلما مضت تسع وعشرون أعدهن دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : بدأ بي فقلت يا رسول الله إنك أقسمت إن لا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن فقال : إن الشهر تسع وعشرون يوما .