الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
173 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10355936إن الله لا يجمع أمتي أو قال : أمة محمد - على ضلالة ، nindex.php?page=treesubj&link=30232ويد الله على الجماعة ، ومن شذ شذ في النار ) رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
173 - ( وعن ابن عمر ) : رضي الله عنهما ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لا يجمع أمتي ) أو قال : ( أمة محمد على ضلالة ) ، قال المظهر : في الحديث دليل على nindex.php?page=treesubj&link=21616حقية إجماع الأمة قيل قوله : أو قال أمة محمد شك من الراوي ، ولعل هذا أظهر في الدراية منها لدلالته على أن يكون المنسوب إليه من اسمه محمد يقتضي هذه الفضيلة التي امتازت بها أمته عن سائر الأمم .
وقال ابن الملك : المراد أمة الإجابة ، أي : لا يجتمعون على ضلالة غير الكفر ، ولذا ذهب بعضهم إلى أن اجتماع الأمة على الكفر ممكن بل واقع إلا أنها لا تبقى بعد الكفر أمة له والمنفي اجتماع أمة محمد على الضلالة ، وإنما حمل الأمة على أمة الإجابة لما ورد أن الساعة لا تقوم إلا على الكفار ، فالحديث يدل على أن اجتماع المسلمين حق ، والمراد إجماع العلماء ، ولا عبرة بإجماع العوام لأنه لا يكون عن علم .
[ ص: 261 ] وقال الأبهري : قوله : على ضلالة أي على خطأ ، وقيل : على كفر ومعصية ( ويد الله ) : كناية عن النصرة والغلبة أو الحفظ والرحمة ، أو معناه إحسانه وتوفيقه لاستنباط الأحكام والاطلاع على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الاعتقاد والعمل ( على الجماعة ) أي : nindex.php?page=treesubj&link=30232المجتمعين على الدين يحفظهم الله من الضلالة والخطأ أو للتوفيق لموافقة إجماع هذه الأمة ( ومن شذ ) أي : انفرد عن الجماعة باعتقاد أو قول أو فعل لم يكونوا عليه ( شذ في النار ) . أي انفرد فيها ، ومعناه : انفرد عن أصحابه الذين هم أهل الجنة وألقي في النار ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ) .