الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1764 - nindex.php?page=hadith&LINKID=10359232وعن بريدة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم nindex.php?page=treesubj&link=24447إذا خرجوا إلى المقابر : " السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية " . رواه مسلم .
1764 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة ) أي ابن الحصيب ( قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم ) أي الصحابة ( إذا خرجوا إلى المقابر ) أي للزيارة ( أن يقولوا ) عند وصولهم إليها ( السلام عليكم ) وفي رواية أحمد : سلام عليكم ، قال الطيبي : في محل النصب على أنه مفعول ثان لمفعولي يعلم ، أي يعلمهم كيفية التسليم عليهم ، قال الخطابي : فيه أن nindex.php?page=treesubj&link=24447السلام على الموتى كالسلام على الأحياء ، في تقدم الدعاء على الاسم ، خلاف ما كان عليه أهل الجاهلية من تقدم الاسم على الدعاء ، قال الحماسي :
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
[ ص: 1257 ] ويؤيده قوله - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وقوله - عز وجل - nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=130سلام على إل ياسين ونحوه ، وفيه أبلغ الرد لقول بعض الشافعية وغيرهم أن الأولى عليكم السلام ، لأنهم ليسوا أهلا للخطاب ، مع ظهور بطلان تعليلهم لأنه لا فرق من حيث الخطاب بين تقدمه وتأخره على أن الصواب أن الميت أهل للخطاب مطلقا ، لما سبق من الحديث : " ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام " ، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - لمن قال عليك السلام : " أن عليك السلام " تحية الموتى إخبار عن عادتهم السابقة ، أو المراد بالموتى كفار الجاهلية ، أي تحية موتى القلوب ، فلا تفعلوه ( أهل الديار ) بالنصب على النداء ، ويؤيده ما في الرواية الآتية بياء النداء ، وقال ابن حجر : نصبه على الاختصاص أفصح ، وبالجر على البدل من الضمير ، قال الطيبي : سمى - صلى الله عليه وسلم - موضع القبور دارا لاجتماعهم فيه كالأحياء في الديار ( من المؤمنين ) بيان لأهل الديار ( والمسلمين ) ذكره للتأكيد باعتبار تغاير الوصفين ، أو المراد بـ " المسلمين " المخلصين لوجهه - تعالى - " إنا إن شاء الله بكم للاحقون وفي نسخة : لاحقون ، قيل : معناه إن شاء الله - تعالى - وقيل : " إن " شرطية ، ومعناه : لاحقون بكم في الموافاة على الإيمان ، وقيل : هو للتبرك والتفويض ، كقوله - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وقيل : للتأدب ، عن أحمد بن يحيى ، استثنى الله - تعالى - فيما يعلم ليستثني الخلق فيما لا يعلمون ، وأمر بذلك في قوله - تعالى - nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=23ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=24إلا أن يشاء الله ذكره الطيبي ، وقيل : التعليق باعتبار اللحوق بخصوص أهل المقبرة ، ذكره الطيبي ( نسأل الله لنا ولكم العافية ) أي الخلاص من المكاره ( رواه مسلم ) قال ميرك : ورواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه اهـ زاد nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه : وإنا بكم لاحقون ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم اهـ ولا بأس أن يزيد : واغفر لنا ولهم ، وفي رواية زيادة : أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، والأولى أن يقول ذلك قبالة وجه الميت قبل جلوسه كما في رواية .