الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5356 - وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366402nindex.php?page=treesubj&link=30529يا عائشة ! إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله طالبا " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، والدارمي ، والبيهقي في ( شعب الإيمان ) .
5356 - ( وعن عائشة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا عائشة ! إياك ومحقرات الذنوب " ) أي : صغائرها وخص بها فإنه ربما يسامح صاحبها فيها بعدم تداركها بالتوبة ، وبعدم الالتفات بها في الخشية غفلة عنه أنه لا صغيرة مع الإصرار ، وأن nindex.php?page=treesubj&link=30529كل صغيرة بالنسبة إلى عظمة الله وكبريائه كبيرة ، والقليلة منها كثيرة ; ولذا قد يعفو الله عن الكبيرة ويعاقب على الصغيرة ، كما يستفاد من قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وأما قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم الصغيرة بسبب العبادات المكفرة ، قلنا : بشرط اجتنابكم الكبائر لا بمجرد اجتناب الكبائر على ما ذهب إليه المعتزلة ، والله أعلم . ( " فإن لها " ) أي : للمحقرات من الذنوب ( " من الله " ) أي : من عنده سبحانه ( " طالبا " ) أي : نوعا من العذاب يعقبه ، فكأنه يطلبه طلبا لا مراد له ، فالتنوين للتعظيم ، أي : طالبا عظيما ، فلا ينبغي أن يغفل عنه ، بل ينبغي أن يخشى منه ، وقال الطيبي - رحمه الله - : قوله : ( من الله طالبا ) هو من باب التجريد : كقول القائل :
وفي الرحمن للضعفاء كاف
وأقول : الظاهر في قول القائل أن معناه : وفي رحمة الرحمن للضعفاء كفاية ، فإن اسم الفاعل قد يأتي بمعنى المصدر ، كما هو مذكور في مقامه المقرر . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ) أي : في سننه ، ( والدارمي ) أي : في مسنده ، ( والبيهقي ، في شعب الإيمان " ) ، ورواه أحمد ، والطبراني ، والبيهقي ، والضياء عن سهل بن سعد مرفوعا ، ولفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366403إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، وإن محقرات الذنوب من يؤخذ بها صاحبها تهلكه " ، ورواه أحمد والطبراني أيضا عن ابن مسعود نحوه .