الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5087 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365904nindex.php?page=treesubj&link=20067_19509المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
5087 - ( وعن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10365904المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) : فيه nindex.php?page=treesubj&link=27348فضيلة الخلطة على العزلة ، وذلك مما يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وأهلهما مع الشروط المعتبرة في آداب الصحبة ، ففي الأحياء اختلفوا في المخالطة والعزلة ، وتفضيل أحدها على الآخر فقال أكثر التابعين : باستحباب المخالطة واستكثار المعارف والأحوال للتألف والتحبب إلى المؤمنين ، والاستعانة بهم في الدنيا تعاونا على البر والتقوى ، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : عليكم بالإخوان ، فإنهم عدة لكم في الدنيا والآخرة ، ألا تسمع إلى قول أهل النار : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=100فما لنا من شافعين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=101ولا صديق حميم ، وهذا الحديث أدل شيء على استحباب المخالطة ، ومال أكثر العباد والزهاد إلى اختيار العزلة وتفضيلها على المخالطة ، وعليه الفضيل ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وغيرهم . قال عمر رضي الله عنه : خذوا بحظكم من العزلة ، وقال فضيل : كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا ، اتخذ الله صاحبا ودع الناس جانبا ، وأوصى nindex.php?page=showalam&ids=15853داود الطائي أبا الربيع فقال : صم من الدنيا واجعل فطرك الآخرة ، وفر من الناس فرارك من الأسد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17286وهب بن الورد : بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت ، والعاشر في عزلة الناس ، ودخل على nindex.php?page=showalam&ids=15665حاتم الأصم بعض الأمراء فقال : ألك حاجة ؟ قال : نعم . قال : ما هي ؟ قال : أن لا تراني . وقال ابن عباس : أفضل المجالس مجلس في قعر بيتك أن لا ترى ولا ترى ، وقيل : nindex.php?page=treesubj&link=27353_27060آداب العزلة أربعة : أن ينوي بها كف شره أولا . ثم السلامة من الشر ثانيا ، ثم الخلاص من الإخلاص بالحقوق ثالثا ، ثم التجرد بكنه الهمة للعبادة رابعا اهـ .
[ ص: 3181 ] والمختار هو التوسط بين العزلة عن أكثر الناس وعوامهم ، والخلطة بالصالحين منهم وخواصهم ، والاجتماع مع عامتهم في نحو جمعتهم وجماعتهم بعد حصول العلم المحتاج إلى العمل ، ووصول الزهد الموجب لقطع الطمع عن الخلق ، ولذا قال بعض العارفين : العزلة بغير عين العلم زلة وبغير زاي الزهد علة ، وهذا طريق الكمل من الصوفية الصفية كالنقشبندية والشاذلية والبكرية فهم كائنون بائنون قريبون غريبون فرشيون عرشيون ، كما قيل : كن وسطا وامش جانبا . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) : وفي الجامع بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=10365905المؤمن الذي يخالطه الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن ابن عمر .