الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1014602غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم .
هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته - فيما علمت - ولم يختلفوا في إسناده هذا ، ورواه بكر بن الشرود الصنعاني عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا خطأ في الإسناد ، وبكر بن الشرود سيئ الحفظ ، ضعيف الحديث ، عنده مناكير ، وقد تقدم القول مستوعبا في غسل الجمعة وما في ذلك من الآثار والمعاني - للسلف من العلماء والخلف منهم - في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن سالم من هذا الكتاب ، فلا وجه لإعادته هاهنا .
[ ص: 212 ] وأما قوله في هذا الحديث : واجب ، فظاهره الوجوب الذي هو الفرض ، وليس كذلك ; لآثار وردت تخرج هذا اللفظ عن ظاهره إلى معنى السنة والفضل ، وقد ذكرناها في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن سالم عند قول عمر لعثمان : الوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بالغسل ، وقد يحتمل أن يكون قوله في هذا الحديث : واجب ، أي : وجوب السنة ، أو واجب في الأخلاق الجميلة ، كما تقول العرب : وجب حقك ، وليس على أن ذلك واجب فرضا .
ومن الدليل على ما قلناه في معنى هذا الحديث وما تأولنا فيه - وهو مع ذلك قول أكثر أهل العلم ، وإليه ذهب أئمة الفتوى في أمصار المسلمين - ما حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12429إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال : أخبرنا همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1014603من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل فكيف يجوز مع هذا الحديث ومثله أن يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=1014602غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم على ظاهره ؟ هذا ما لا سبيل إليه .
[ ص: 213 ] ومما يدل على ما قلنا ، أن nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري روى هذا الحديث الذي ظاهره وجوب nindex.php?page=treesubj&link=283غسل الجمعة ، وكان يفتي بخلاف ذلك ، وذلك دليل على أنه فهم من معنى الحديث ومخرجه وفحواه ، أنه ليس على ظاهره ، وأن المعنى فيه ما تأولنا ، وبالله توفيقنا .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن عمر بن راشد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري ، يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1014604ثلاث هن على كل مسلم يوم الجمعة : الغسل والسواك ومس الطيب إن وجده .
قال أبو عمر : معلوم أن nindex.php?page=treesubj&link=969_972الطيب والسواك ليسا بواجبين يوم الجمعة ولا غيره ، فكذلك الغسل ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ما يدلك على أنه حمله على خلاف ظاهر حديثه الذي رواه مالك في هذا الباب .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا صالح بن مالك ، قال : حدثنا الربيع بن بدر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ ص: 214 ] من أتى الجمعة فتوضأ فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل وهذا أوضح شيء في سقوط وجوب غسل يوم الجمعة ، وفيه دليل على أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم ليس على ظاهره ، والأصل في الفرائض أن لا تجب إلا بيقين ، ولا يقين في إيجاب غسل الجمعة مع ما وصفنا .