الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
290 [ ص: 137 ] حديث رابع وعشرون لنافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر
مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=treesubj&link=23459صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة .
قد مضى القول في معنى هذا الحديث في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب من كتابنا هذا ، والفضائل لا تدرك بقياس ، ولا مدخل فيها للنظر ; وإنما هو ما صح منها ، ووقف رسول الله عليها ; فهو كما قال - صلى الله عليه وسلم : وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس وعشرين درجة . [ ص: 138 ] وكذلك روى nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ورى عبد الله بن عمر ، عن النبي عليه السلام ، بسبع وعشرين وأسانيدها كلها صحاح ، والله يتفضل بما يشاء ويضاعف لمن يشاء .
وقد روي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد لا أحفظه في وقتي هذا : صلاة الجماعة تفضل صلاة أحدكم بأربعين درجة . وأظنه انفرد به ; nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح بن سليمان وليس حديثه بالقوي .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال حدثنا أحمد بن زهير ، قال حدثنا الحويطي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عمير ; وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : اثنان فما فوقهما جماعة وقد استدل قوم على أن nindex.php?page=treesubj&link=23459لا فضل لكثير الجماعة على قليلها ، ولا للصف المقدم منها على غيره ، بظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هذا وما كان مثله ; وخالفهم آخرون : فزعموا أن الجماعة كلما كثرت كان أفضل ، واحتجوا بحديث أبي [ ص: 139 ] بصير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب - مرفوعا بذلك وهو حديث ليس بالقوي ; وزعموا أن nindex.php?page=treesubj&link=1740الصف الأول أفضل لما جاء فيه من الاستهام عليه ، ومن قوله - عليه السلام : خير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها . وعارضهم الأولون بأن تأولوا قوله عليه السلام : خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وشر صفوف النساء ، أولها وخيرها آخرها . إنما خرج على قوم كانوا يتأخرون في أجل النساء . حتى أنزلت ( nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=24ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ) فحينئذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك القول ; ولا دليل فيه على ما ذهبوا إليه إذا كان على ما ذكرنا ، وفي المسألة نظر ; والفضائل إنما تعرف بما صح من التوقيف عليها ; فما صح من ذلك سلم له وطمع في بركته ، والمعنى في فضل الصف الأول التبكير وانتظار الصلاة ، وليس من تأخر وصار في الصف الأول ; كمن بكر وانتظر الصلاة ، وسيأتي ذكر هذا المعنى في باب سمي - إن شاء الله . [ ص: 140 ] وفي فضل الجماعة في الصلاة أحاديث متواترة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجمع العلماء على صحة مجيئها ، وعلى اعتقادها ، والقول بها ; وفي ذلك ما يوضح بدعة الخوارج ، ومخالفتهم لجماعة المسلمين في إنكارهم nindex.php?page=treesubj&link=28832_1609الصلاة في جماعة ، وكراهيتهم لأن يأتم أحد بأحد في صلاته إلا أن يكون فيها نبيا أو صديقا ، أجارنا الله من الضلال برحمته ، وعصمنا بفضله ، لا إله إلا هو .