لَوْ أَنَّ اللُّؤْمَ يُنْسَبُ كَانَ عَبْدًا قَبِيحَ الْوَجْهِ أَعْوَرَ مِنْ ثَقِيفِ
وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
شَكَا إِلَيَّ جَمَلِي طُولَ السُّرَى صَبْرًا جَمِيلًا فَكِلَانَا مُبْتَلَى
يُرِيدُ الرُّمْحَ صَدْرَ أَبِي بَرَاءِ وَيَرْغَبُ عَنْ دِمَاءِ بَنِي عَقِيلِ
رُبَّ قَوْمٍ غَبَرُوا مِنْ عَيْشِهِمْ فِي سُرُورٍ وَنَعِيمٍ وَغَدَقْ
سَكَتَ الدَّهْرُ زَمَانًا عَنْهُمْ ثُمَّ أَبْكَاهُمْ دَمًا حِينَ نَطَقْ
وَعَظَتْكَ أَجْدَاثٌ صُمُتْ وَنَعَتْكَ أَزْمِنَةٌ خَفَتْ
وَتَكَلَّمَتْ عَنْ أَوْجُهٍ تَبْلَى وَعَنْ صُوَرٍ سُبُتْ
وَأَرَتْكَ قَبْرَكَ فِي الْقُبُو رِ وَأَنْتَ حَيٌّ لَمْ تَمُتْ
فَتَكَلَّمَتْ تِلْكَ الدِّيَارُ وَلَمْ تَكُنْ تِلْكَ الدِّيَارُ تُكَلِّمُ الزَّوَّارَا
قَالَتْ بِرَغْمِي بَانَ أَهْلِي كُلُّهُمْ وَبَقِيتُ تَكْسُونِي الرِّيَاحُ غُبَارَا
وَلَوِ اسْتَطَعْتُ لَمَا فُجِعْتُ بِسَاكِنِي وَالدَّهْرُ لَا يُبْقِي لَنَا عُمَّارَا
قَدْ قَالَتِ الْأَنْسَاعُ لِلْبَطْنِ الْحَقِي
امْتَلَأَ الْحَوْضُ وَقَالَ قَطْنِي
لو أن اللؤم ينسب كان عبدا قبيح الوجه أعور من ثقيف
وشكا إلي بعبرة وتحمحم
شكا إلي جملي طول السرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى
يريد الرمح صدر أبي براء ويرغب عن دماء بني عقيل
رب قوم غبروا من عيشهم في سرور ونعيم وغدق
سكت الدهر زمانا عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق
وعظتك أجداث صمت ونعتك أزمنة خفت
وتكلمت عن أوجه تبلى وعن صور سبت
وأرتك قبرك في القبو ر وأنت حي لم تمت
فتكلمت تلك الديار ولم تكن تلك الديار تكلم الزوارا
قالت برغمي بان أهلي كلهم وبقيت تكسوني الرياح غبارا
ولو استطعت لما فجعت بساكني والدهر لا يبقي لنا عمارا
قد قالت الأنساع للبطن الحقي
امتلأ الحوض وقال قطني