أَمَرَ الْإِلَهُ بِرَبْطِهَا لِعَدُوِّهِ فِي الْحَرْبِ إِنَّ اللَّهَ خَيْرُ مُوَفِّقِ
[ ص: 206 ] وَقَالَتْ لَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةُ :لَا تَقْرَبَنَّ الدَّهْرَ آلَ مُحَرِّقٍ إِنْ ظَالِمًا أَبَدًا وَإِنْ مَظْلُومَا
قَوْمٌ رِبَاطُ الْخَيْلِ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ وَأَسِنَّةٌ زُرْقٌ تُخَلْنَ نُجُومَا
أَحِبُّوا الْخَيْلَ وَاصْطَبِرُوا عَلَيْهَا فَإِنَّ الْعِزَّ فِيهَا وَالْجَمَالَا
إِذَا مَا الْخَيْلُ ضَيَّعَهَا أُنَاسٌ رَبَطْنَاهَا فَشَارَكَتِ الْعِيَالَا
نُقَاسِمُهَا الْمَعِيشَةَ كُلَّ يَوْمٍ وَنَكْسُوهَا الْبَرَاقِعَ وَالْجَلَالَا
تَلُومُ عَلَيَّ رَبْطَ الْجِيَادِ وَحَبْسَهَا وَأَوْصَى بِهَا اللَّهُ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا
مَا زَالَ فِينَا رِبَاطٌ وَفِي كُلَيْبٍ رِبَاطُ اللُّؤْمِ وَالْعَارِ
إِنَّا مُحَيُّوكَ فَاسْلَمْ أَيُّهَا الطَّلَلُ وَإِنْ بَلِيتَ وَإِنْ طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ
لَعَمْرِكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَأَ الْفَتَى لَكَالطِّوَلِ الْمَرْخِيِّ وَثِنْيَاهُ بِالْيَدِ
وَمِنْهَا عُصْبَةٌ أُخْرَى سِرَاعٌ رَمَتْهَا الرِّيحُ كَالسَّنَنِ الطِّرَابِ
فَبَلَغَنَا صُنْعُهُ حَتَّى نَشَا فَارِهَ الْبَالِ لَجُوجًا فِي السَّنَنِ
بَنُو الْمُغِيرَةِ فِي السَّوَادِ كَأَنَّهَا سَنَنٌ تَحَيَّرُ حَوْلَ حَوْضِ الْمُبَكِّرِ
كِلَانَا غَنِيٌّ عَنْ أَخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ إِذَا مُتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَا
وَكُنْتُ امْرَأً زَمَنًا بِالْعِرَاقِ عَفِيفَ الْمُنَاخِ طَوِيلَ التَّغَنِّ
غَمْرُ الرِّدَاءِ إِذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكًا غَلِقَتْ لِضِحْكَتِهِ رِقَابُ الْمَالِ
بَلَتْ قُتَيْبَةَ فِي النِّوَاءِ بِفَارِسٍ لَا طَائِشٍ رَعِشٍ وَلَا وَقَّافِ
أَمَا يُصِبْكَ عَدُوٌّ فِي مُنَاوَأَةٍ يَوْمًا فَقَدْ كُنْتَ تَسْتَعْلِي وَتَنْتَصِرُ
إِذَا أَنْتَ نَاوَأْتَ الرِّجَالَ فَلِمَ تَنُوءُ بِقَرْنَيْنِ غَرَّتْكَ الْقُرُونُ الْكَوَامِلُ
إِذَا مَا اسْتَوَى قَرْنَاكَ لَمْ يَهْتَضِمْهُمَا عَزِيزٌ وَلَمْ يَأْكُلْ صَفِيفَكَ آكِلُ
وَلَا يَسْتَوِي قَرْنُ النِّطَاحِ الَّذِي بِهِ تَنُوءُ وَقَرْنٌ كُلَّمَا قُمْتَ مَائِلُ
إِنِّي امْرُؤٌ لَمْ أَرُدْ فِيمَنْ أُنَاوِئُهُ لِلنَّاسِ ظُلْمًا وَلَا لِلْحَرْبِ ادِّهَانًا
أمر الإله بربطها لعدوه في الحرب إن الله خير موفق
[ ص: 206 ] وقالت ليلى الأخيلية :لا تقربن الدهر آل محرق إن ظالما أبدا وإن مظلوما
قوم رباط الخيل حول بيوتهم وأسنة زرق تخلن نجوما
أحبوا الخيل واصطبروا عليها فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها أناس ربطناها فشاركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم ونكسوها البراقع والجلالا
تلوم علي ربط الجياد وحبسها وأوصى بها الله النبي محمدا
ما زال فينا رباط وفي كليب رباط اللؤم والعار
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل وإن بليت وإن طالت بك الطيل
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخي وثنياه باليد
ومنها عصبة أخرى سراع رمتها الريح كالسنن الطراب
فبلغنا صنعه حتى نشا فاره البال لجوجا في السنن
بنو المغيرة في السواد كأنها سنن تحير حول حوض المبكر
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
وكنت امرأ زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التغن
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب المال
بلت قتيبة في النواء بفارس لا طائش رعش ولا وقاف
أما يصبك عدو في مناوأة يوما فقد كنت تستعلي وتنتصر
إذا أنت ناوأت الرجال فلم تنوء بقرنين غرتك القرون الكوامل
إذا ما استوى قرناك لم يهتضمهما عزيز ولم يأكل صفيفك آكل
ولا يستوي قرن النطاح الذي به تنوء وقرن كلما قمت مائل
إني امرؤ لم أرد فيمن أناوئه للناس ظلما ولا للحرب ادهانا